إني راحل عن قريب ، ومنطلق إلى الغيب. أوصيكم في عترتي خيرا ، وإياكم والبدع ، فإن كل بدعة ضلالة ، والضلالة وأهلها في النار.
معاشر الناس ، من افتقد الشمس فليتمسّك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسّكوا بالنجوم الزّهر بعدي.
قال : فلم يزل حتّى دخل بيت عائشة ، فدخلت إليه. فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، سمعتك تقول : إذا فقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر ... فما الشمس وما القمر ، وما الفرقدان ، وما النجوم الزهر؟. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا الشمس ، وعلي القمر ، فإذا فقدتموني فتمسّكوا به بعدي. وأما الفرقدان فالحسن والحسين عليهماالسلام ، فإذا فقدتم القمر فتمسكوا بهما. وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين عليهالسلام والتاسع مهديّهم.
ثم يقول الفاضل الدربندي : وبالجملة فإن روايات التنصيص على الأئمة الاثنا عشر وتسميتهم بأسمائهم ، وذكر أن أولهم علي عليهالسلام وآخرهم المهدي (عج) يصلي خلفه المسيح بن مريم عليهالسلام ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم متواترة. وحديث جابر ابن عبد الله الأنصاري في ذلك مستفيض مشهور ، وكذلك غيره من الأحاديث.
(أقول) : وإليك رواية أخرى ، ذكرها الخوارزمي في مقتله ، فيها شفاء لما في الصدور ، وهدى ورحمة للمؤمنين.
٤٣ ـ رؤية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للأئمة الاثني عشر عليهمالسلام حين أسري به :
(مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي ، ج ١ ص ٩٤)
ذكر ابن شاذان ... عن أبي سلمى ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : ليلة أسري بي إلى السماء ، قال لي الجليل جلّ وعلا : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) ، قلت : (وَالْمُؤْمِنُونَ) [البقرة : ٢٨٥]. قال : صدقت يا محمّد. ومن خلّفت في أمّتك؟. قلت : خيرها. قال : علي بن أبي طالب؟. قلت : نعم يا ربّ.
قال : يا محمّد ، إني اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة فاخترتك منها ، فشققت لك اسما من أسمائي ، فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي ، فأنا المحمود وأنت محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم. ثم اطّلعت الثانية فاخترت عليا ، وشققت له اسما من أسمائي ، فأنا الأعلى وهو علي عليهالسلام. يا محمّد ، إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن