الأرض وغربها ، واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره والتحريض عليه ، ووضع المعائب والمثالب له ، ولعنوه على جميع المنابر ، وتوعّدوا مادحيه ، بل حبسوهم وقتلوهم ، ومنعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة ، أو يرفع له ذكرا ، حتّى حظّروا أن يسمى أحد باسمه ، فما زاده ذلك إلا رفعة وسموا ، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه ، وكلما كتم تضوّع نشره ، وكالشمس لا تستر بالراح ، وكضوء النهار إن حجبت عنه عين واحدة ، أدركته عيون كثيرة.
وما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة ، وتنتهي إليه كل فرقة ، وتتجاذبه كل طائفة ؛ فهو رئيس الفضائل وينبوعها ، وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ، ومجليّ حلبتها ، كلّ من بزغ فيها بعده فمنه أخذ ، وله اقتفى ، وعلى مثاله احتذى. اه.
(أقول) : وإنما أحببت أن أسوق في هذه الموسوعة بعض مناقبه وفضائله عليهالسلام للتبرك بذكره وتعطير الكتاب بأريج عطره.
٥٦ ـ بعض الروايات في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام :
(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٣ ط نجف)
عن الإمام الرضا عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يا علي إن الله قد غفر لك ولأهلك وشيعتك ، ومحبّي شيعتك ومحبّي محبّي شيعتك ، فأبشر فإنك الأنزع البطين ؛ منزوع من الشرك ، بطين من العلم.
وعن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام عن آبائه عن الحسين عليهالسلام قال : سمعت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من أحبّ أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ، ويدخل الجنّة التي وعدني ربي ، فليتولّ علي بن أبي طالب وذريته ، فإنهم لن يخرجوك من باب الهدى إلى باب الضلالة.
وروى الحمويني في (فرائد السمطين) عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : من أحبّ أن يتمسّك بديني ، ويركب سفينة النجاة بعدي ، فليقتد بعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، وليعاد عدوّه ، وليوال وليّه ، فإنه وصيي وخليفتي على أمتي ، في حياتي وبعد وفاتي ، وهو إمام كل مسلم وأمير كل مؤمن بعدي. قوله قولي وأمره أمري ونهيه نهيي ، وتابعه تابعي وناصره ناصري وخاذله خاذلي.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليّ سيّد العرب. فقيل : ألست سيد العرب؟. فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم: أنا سيد العالمين (فضائل الخمسة ، ج ٢ ص ٩٧).