موالاة أهل البيت عليهمالسلام
(حديث الثّقلين وحديث الغدير)
٩٣ ـ معنى الموالاة :
ليست الموالاة لأهل البيت عليهمالسلام مجرد محبتهم والتعاطف معهم ، إنما تعني إضافة لذلك التقيد بأقوالهم والسير على منهاجهم. وهذه الموالاة واجبة على كل مسلم حسب منطوق حديث الثقلين ، الّذي ينص على أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ترك بعد وفاته للأمة شيئين مهمّين غاليين ، إن تمسكوا بهما نجوا ، وإن تركوهما ضلوّا وغووا ، هما القرآن (وهو كتاب الله الصامت) وأئمة أهل البيت (وهم كتاب الله الناطق).
وإذا كانت الموالاة لأهل البيت عليهمالسلام تعني متابعتهم والتمسك بهم ، فيجب على كل مسلم أن يتعلم فقه الإمام جعفر الصادق عليهالسلام ويسير عليه ، حتّى يكون مواليا لأهل البيت عليهمالسلام. أما محبة أهل البيت عليهمالسلام باللسان بدون السير على نهجهم ، فهذه لا تنفع شيئا ، عدا عن أنها نفاق ظاهري. فأهل الكوفة كلهم كانت قلوبهم مع الحسين عليهالسلام ، ولكن أسيافهم كانت عليه. فالمحكّ الحقيقي للولاية هو نصرة أهل البيت عليهمالسلام بالقول والعمل ، والدفاع عنهم ، والبراءة من أعدائهم.
ومن العجب العجاب أن بعض المسلمين كانوا يدّعون محبة أهل البيت عليهمالسلام ، ثم كانوا يسبّونهم على المنابر ، لا بل إنهم كانوا يرضون عن أعمال الذين حاربوا الإمام عليا عليهالسلام والإمام الحسن عليهالسلام والإمام الحسين عليهالسلام ، أمثال معاوية ويزيد وأعوانهم. فما هذا التناقض الغريب ، وكيف يقبله ذو منطق وعقيدة؟.
وإليك بعض الأحاديث الشريفة التي تؤكد على لزوم موالاة أهل البيت عليهمالسلام والتمسك بهم ومتابعتهم والسير على مذهبهم دون سواهم.
٩٤ ـ ثواب نصرة أهل البيت عليهمالسلام ، والذين تنالهم شفاعة جدهمصلىاللهعليهوآلهوسلم :
(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٥)
روى الناصر للحق عن آبائه رضوان الله عليهم ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ، ولو أتوا بذنوب أهل الأرض : الضارب بسيفه أمام ذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في حوائجهم ، والمحبّ لهم بقلبه ولسانه».