حانت مني التفاتة ، فإذا عينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تهريقان بالدموع. فقلت : يا نبي الله ، بأبي أنت وأمي مالك؟. قال : أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا. فقلت : هذا!. فقال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء.
وقد دمجنا روايتين بنفس المضمون مع بعضهما.
١١٦ ـ لماذا لم ترضع فاطمة الحسين عليهالسلام :
(مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٠٩ ط نجف) عن أبي المفضل بن خير بإسناده ، أنه اعتلّت فاطمة عليهاالسلام لما ولدت الحسين عليهالسلام وجف لبنها. فطلب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرضعا فلم يجد ، فكان يأتيه فيلقمه إبهامه فيمصّها ، ويجعل الله له في إبهام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رزقا يغذوه.
ويقال : بل كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يدخل لسانه في فيه فيغرّه كما يغرّ الطائر فرخه (١). فجعل الله له في ذلك رزقا. ففعل أربعين يوما وليلة ، فنبت لحمه من لحم رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم.
تعليق :
يبدو من الروايات أن فاطمة عليهاالسلام لما ولدت بالحسين عليهالسلام مرضت وجفّ لبنها ، فأرضعته أم الفضل زوجة العباس عم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بلبن ابنها (قثم بن العباس). وهذا معارض لما ورد من أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الّذي أرضعه.
والظاهر أن الحسين عليهالسلام لما لم يرضع من أمه فاطمة عليهاالسلام عرض على غيرها من المرضعات ، فرفض الرضاع. فكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يضع إبهامه في فيه ، فيمصّ ما يكفيه ، فنبت لحم الحسين عليهالسلام من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ودمه ، وهذا مصداق قول النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : «حسين مني ، وأنا من حسين».
ويمكن الجمع بين الأمرين ، بأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أرضع الحسين عليهالسلام أربعين ليلة حتّى نبت لحمه من لحمه ، ثم ردّه إلى أم الفضل فأرضعته وحضنته.
ولله درّ الشاعر حيث قال :
لله مرتضع لم يرتضع أبدا |
|
من ثدي أنثى ، ومن طه مراضعه |
يعطيه إبهامه آنا وآونة |
|
لسانه ، فاستوت منه طبائعه |
__________________
(١) غرّ الطائر فرخه يغرّه : أي زقّه الطعام ..