أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها. وهو القائل : جنونان لا أخلاني الله منهما : الشجاعة والكرم.
وقد ظهرت شجاعة الحسين عليهالسلام يوم عاشوراء في أهل الكوفة ، بحيث ذكّرتهم بشجاعة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام في غزواته وجولاته.
وما عسى أن يقول القائل فيمن جده محمّد المصطفى ، وأبوه علي المرتضى ، وأمه فاطمة الزهرا ، وجدته خديجة الكبرى ، وأخوه الحسن المجتبى ، مع ماله في نفسه من الفضائل التي لا تحصى!.
٦ ـ الذريّة والإمامة
إن من أكبر فضائل الإمام علي عليهالسلام أن الله جعل ذرية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في صلبه من فاطمة الزهراء عليهاالسلام كما جاء في عدة أحاديث سوف نذكرها. وإن من أكبر الفضائل التي حباها الله تعالى للحسين عليهالسلام أن جعل الأئمة من ذريته ، أولهم زين العابدين وآخرهم المهدي عليهالسلام.
قال النبي الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه خاصة ، وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب عليهالسلام».
١٥٨ ـ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم هو عصبة الحسن والحسين عليهماالسلام :
(إحياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي ، ص ٢٥١)
أخرج الحاكم عن جابر (قال) قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كل بني أمّ ينتمون إلى عصبة ، إلا ولدي فاطمة عليهمالسلام [أي الحسن والحسين] فأنا وليهما وعصبتهما».
وفي رواية الخوارزمي في مقتله ، ج ١ ص ٥ : «كل بني أمّ ينتمون إلى عصبتهم إلا ولد فاطمة ، فإني أنا أبوهم وعصبتهم».
ثم يقول الخوارزمي : والأخبار في أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يسمّي الحسن والحسين عليهماالسلام ابنيه ، كالحصى لا تعدّ ولا تحصى.
وأخرج الطبراني عن فاطمة الزهراء عليهاالسلام قالت : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لكل بني أنثى عصبة ينتمون إليه ، إلا ولد فاطمة ، فأنا وليهم وأنا عصبتهم».
وفي (إسعاف الراغبين لمحمد الصبان ، بهامش نور الأبصار للشبلنجي) ص ١٣٣ : وفي رواية صحيحة قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كل بني أنثى عصبتهم لأبيهم ، ما خلا ولد فاطمة ، فإني أنا أبوهم وعصبتهم».