الفصل الخامس :
أنباء باستشهاد الحسين عليهالسلام قبل وقوعه
تعريف بالفصل :
قبل وقوع حادثة كربلاء واستشهاد الحسين عليهالسلام وأصحابه (رض) ، تواترت الأنباء باستشهاد الإمام الحسين عليهالسلام. منها ما كان على لسان جبرائيل عليهالسلام أو على لسان النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم.
وهذه الأخبار جاءت بروايات مختلفة ، بعضها عن الإمام علي أو الأئمة عليهالسلام ومنها على لسان أم سلمة وابن عباس (رض) ، ومنها على لسان الصحابة (رض).
وكانت متعددة في الأمكنة ومختلفة في الأزمنة. فبعضها في بيت فاطمة أو أم سلمة أو عائشة ، وبعضها في المسجد وقد قام النبي خطيبا في أصحابه ، وبعضها في الإسراء. ومرة قبل ولادة الحسين عليهالسلام ، ومرة عند ولادته ، وعند بلوغه السنة ثم السنتين ... وهكذا. وكان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في كل مرة منها يرى حزينا مغموما ويبكي عليه.
وفي بعض هذه الروايات إخبار مجمل بشهادته عليهالسلام ، وفي بعضها الآخر تفصيل لكيفية شهادته ، ومن الذي يتولى قتله ، من يزيد الشنار ، أو عمر بن سعد صاحب الخزي والعار. وفي بعضها الآخر تعيين لمكان استشهاده عليهالسلام في كربلاء أو عمورا أو على شط الفرات.
وثمة روايات معينة صدرت عن الإمام علي عليهالسلام حين وروده كربلاء في طريقه إلى صفين ، كما صدرت عن عدد كبير من الأنبياء حين مروا بكربلاء ، وحدثت معهم حوادث غريبة ملفتة للنظر.
وسوف نبدأ الفصل بأنباء شهادة الحسين عليهالسلام في الكتب السماوية السابقة ، وإخبار الله تعالى أنبياءه بشهادة الحسين عليهالسلام. ثم إخبار القرآن في مطلع سورة مريم (كهيعص) عن استشهاد الحسين عليهالسلام كما استشهد يحيى بن زكريا عليهالسلام من قبله ، وإجراء مقارنة بينهما.