وقد اقتصرنا على رواية واحدة من هذه الروايات ، سوف ترد في معرض حديث الإمام علي عليهالسلام عند مروره بكربلاء ، عما حدث ويحدث فيها.
١٧٤ ـ معرفة زكريا عليهالسلام بما سيجري على الإمام الحسين عليهالسلام :
الظاهر أن كل الأنبياء كانوا على علم بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. فقد أطلعهم الله تعالى على مجيء خاتم النبيين وأهل بيته عليهمالسلام. فكانوا على علم بالخمسة أصحاب الكساء وأسمائهم ومكانتهم. ومن ذلك ما وجد على لوح سفينة نوح عليهالسلام فقد وجد مرسوما عليه كف لها خمسة أصابع ، مكتوب عليها :
(محمد ـ إيليا ـ شبّر ـ شبير ـ فاطما)
وكان كل نبي يتوسل بهذه الأسماء المباركة إلى الله تعالى في الملمات والأزمات فيفرج الله عنه. فبهذه الأسماء توسل آدم إلى الله فتاب عليه ، وبها توسل نوح عليهالسلام حين كادت سفينته تغرق فاستوت على الموج ، وبها دعا يوسف عليهالسلام دعاء الفرج وهو في السجن ففرج الله عنه وجعله ملكا.
ولذلك لا نستغرب معرفة زكريا عليهالسلام للحسين عليهالسلام ولما سيجري عليه. فحين وهبه الله يحيى بعد أن بلغ من الكبر عتيا ، وقدر له أن يقتل ، واساه بمقتل الحسين عليهالسلام سبط محمد خاتم الأنبياء وأفضلهم ، وقصّ عليه قصته.
١٧٥ ـ حديث مقتل يحيى بن زكريا عليهالسلام :
(مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٣٨ ط نجف)
«في حديث مقاتل عن علي زين العابدين عن أبيه الحسين عليهالسلام قال» :
إن امرأة ملك بني اسرائيل (١) كبرت وأرادت أن تزوج بنتها منه للملك (أي هيرودس) ، فاستشار الملك يحيى بن زكريا فنهاه عن ذلك. فعرفت المرأة ذلك ، وزينت بنتها وبعثتها إلى الملك ، فذهبت ولعبت بين يديه (أي رقصت في مجلس شرابه). فقال لها الملك : ما حاجتك؟ قالت : رأس يحيى بن زكريا. فقال الملك :
__________________
(١) اسم المرأة (هيروديا) وكانت زوجة فيليبس ، ولدت منه بنتا اسمها (سالومي). ثم عشقها أخوه الملك هيرودس ، فهربت هيروديا معه وتزوجها. والمفهوم من الكلام اللاحق أنها حين كبرت أرادت أن تزوج ابنتها سالومي من الملك أيضا. فاستشار زكريا فأنكر ذلك. فحقدت عليه هيروديا ودبرت له المكيدة لقتله عليهالسلام.