شبيه. ويحيى لم تقتل له أطفال ولم تسب له نساء ولا عيال ، والحسين عليهالسلام ذبحت أطفاله وسبيت نساؤه وعياله. ويحيى لم يمنع من شرب الماء ، بينما الحسين عليهالسلام منع هو وعياله وأطفاله من شرب الماء حتى قضوا عطاشى ظامئين.
ولعله لهذا التشابه الكبير بين يحيى والحسين عليهماالسلام وبين زكريا وخاتم النبيين محمدصلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان من إعجاز القرآن الكريم أن يبتدىء سبحانه قصة يحيى بن زكريا (التي وردت في مطلع سورة مريم) برموز تشير بشكل خفي إلى ما سيكون من محنة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بولده الحسين عليهالسلام ، كما كان من محنة زكريا بيحيى عليهالسلام ، فابتدأ سبحانه قصة يحيى عليهالسلام بقوله (كهيعص) (١) [مريم : ١].
١٧٨ ـ معنى (كهيعص) :
هناك روايتان في هذا الموضوع عن الإمام الحجة عليهالسلام. إحداهما عن إسحق الأحمر (وردت في مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ج ٣ ص ٢٣٧ ط نجف) والثانية عن سعد بن عبد الله (وردت في معالي السبطين لمحمد مهدي المازندراني ج ١ ص ١١٠ ط حجر إيران). وسوف ندمج الروايتين.
عن سعد بن عبد الله ، قال : قلت لصاحب الأمر (عج) : أخبرني يابن رسول الله عن تفسير (كهيعص)؟. فقال : «هذه الحروف من أنباء الغيب ، الذي أطلع الله عليه عبده زكريا ، ثم قصّها على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وذلك أن زكريا عليهالسلام سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة عليهالسلام ، فأهبط عليه جبرئيل وعلمه إياها. فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن عليهمالسلام سرّي عنه همه وانجلى كربه (أو : سرّ وزال عنه غمومه وفرج عنه همومه وانجلى كربه) ، وإذا ذكر الحسين عليهالسلام غلبته العبرة ووقعت عليه الزفرة (أو : خنقته العبرة ووقعت عليه الكدورة).
فقال ذات يوم : إلهي (ما بالي) إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي ، وإذا ذكرت الحسين عليهالسلام تدمع عيني وتثور زفرتي (ويكسر خاطري)؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته ووقعته ، فقال :.
(كهيعص)
فالكاف : اسم كربلاء ، والهاء : هلاك العترة ، والياء : يزيد ، وهو ظالم الحسين عليهالسلام ، والعين : عطشه ، والصاد : صبره.