وما أحسن ما قيل في ذلك : (معالي السبطين ج ١ ص ١١١)
يا قتيلا صبره الممدوح من رب العباد |
|
حيث قال الله فيه : كاف ها يا عين صاد |
كربلا الكاف وقد حلّ بها البلا |
|
قتلت فيه بيوم الطف سادات الملا |
ويزيد ياؤها المعهود والعين تلا |
|
عطش السبط وقد أضرم نارا للفؤاد |
فلما سمع زكريا ذلك لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع الناس من الدخول عليه ، وأقبل على البكاء والنحيب ويقول : إلهي أتفجع خير خلقك بولده؟ إلهي أتنزل الرزية بفنائه؟ إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة؟ إلهي أتحل هذه الفجيعة بساحتهما؟
ثم كان زكريا عليهالسلام يقول : إلهي ارزقني ولدا تقرّ به عيني على الكبر ، واجعله وارثا رضيا يوازي محله الحسين ، فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبه ، ثم افجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده.
فاستجاب الله دعاءه ، فرزقه يحيى وفجعه به. وكان يوم استجابة دعائه يوم أول المحرم ، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلي في محرابه : (إن الله يبشّرك بيحيى) «انتهى كلام الحجة عليهالسلام».
١٧٩ ـ قصة حياة يحيى بن زكريا من مولده إلى مقتله كما وردت في العهد الجديد بتصرف :
(إنجيل لوقا ، إصحاح ١ ؛ وإنجيل متى ، إصحاح ١٤)
كان في أيام الملك (هيرودس) حاكم الرومان على فلسطين ، كاهن اسمه زكريا. وكان هو وزوجته (إليصابات) من الأبرار ، القائمين بكل أحكام الله ووصاياه. وكانت (إليصابات) عاقرا لا تنجب أولادا ، وكانت متقدمة في السن كزوجها زكريا. فنادى ربه أن يهبه غلاما بارا ... ويوما كان في المعبد فأصابته القرعة أن يحضر أعمال الهيكل. وبينما هو داخل الهيكل ظهر له ملاك من عند الله واقفا عن يمين مذبح البخور. فلما رآه زكريا اضطرب وخاف. فقال له الملاك : لا تخف يا زكريا فإن مناجاتك قد سمعت ، وإن الله يبشّرك بغلام من امرأتك اليصابات اسمه يحيى (أي يوحنا) وستفرح به ويفرح به كثير من الناس. لأنه سيكون تقيا ، ولا يشرب