ربيبتك). والحسين عليهالسلام لما قتل سمعوا رأسه الشريف يقرأ القرآن على الرمح ، ولما وضع في الطشت بين يدي يزيد قرأ آية من القرآن ، واللعين يضرب ثناياه بقضيب من خيزران.
ولكن شتان بين مصيبة يحيى ومصيبة الحسين عليهالسلام ، فيحيى قتل لوحده ، أما الحسين عليهالسلام فقد قتل هو وكل إخوته وأولاده وأبناء عمومته ، وذبح ابنه في حجره ، وقتل عطشانا ، ورضّ جسده الشريف ، ثم سبيت حريمه وذريته.
(أقول) : ولأن مصيبة يحيى عليهالسلام شبيهة بمصيبة الحسين عليهالسلام ، كان الحسين عليهالسلام يذكر يحيى ومصيبته وهو في طريقه إلى الشهادة في كربلاء.
فأول ما ذكره ، حين أقبل إليه عبد الله بن عمر ونصحه ، فقال له : «يا أبا عبد الرحمن ، إن من هوان هذه الدنيا على الله أن يؤتى برأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل ، والرأس ينطق بالحجة عليهم ، فلم يضر ذلك يحيى بن زكريا ، بل ساد الشهداء ، فهو سيدهم يوم القيامة».
كما ذكره عليهالسلام كثيرا وهو في طريقه إلى العراق. فعن الإمام زين العابدين عليهالسلام قال : خرجنا مع الحسين عليهالسلام فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه إلا وذكر يحيى بن زكريا عليهالسلام.
٢ ـ إخبار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ب
ما يجري على أهل بيته عليهمالسلام من بعده
١٨١ ـ إخبار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بشهادة الحسين وما يلاقيه أهل بيته عليهمالسلام :
(الإرشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٥١ ط نجف)
روي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان ذات يوم جالسا ، وحوله علي وفاطمة والحسن والحسينعليهمالسلام ، فقال لهم : كيف بكم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتى (أي متفرقة)؟ فقال الحسين عليهالسلام : نموت موتا أو نقتل؟ فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : بل تقتل يا بني ظلما ، ويقتل أخوك ظلما ، وتشرد ذراريكم في الأرض.
فقال الحسين عليهالسلام : ومن يقتلنا يا رسول الله؟ قال : شرار الناس. قال : فهل يزورنا بعد قتلنا أحد؟ قال : نعم طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم برّي وصلتي ، فإذا