كان يوم القيامة جئتهم إلى الموقف حتى آخذ بأعضادهم ، فأخلهم من أهواله وشدائده.
١٨٢ ـ ما يحصل لذرية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من بعده :
(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٦٦ ط نجف)
أخبرنا عين الأئمة أبو الحسن علي بن أحمد الكرباسي ، حدثنا ... خالد بن نافع مولى ابن عباس ، قال : سمعت ابن عباس يقول : أخذ بيدي علي عليهالسلام وقال : يا عبد الله بن عباس ، كيف بك إذا قتلنا وولغت الفتنة في أولادنا ، وسبيت ذرارينا كما تسبى الأعاجم؟ قال : فقلت أعيذك بالله يا أبا الحسن يا بن عم ، لقد كلمتني بشيء ساءني ، وما ظننت أنه يكون هذا. أما ترى الإيمان ما أحسنه ، والإسلام ما أزينه ، أتراهم فاعلين ذلك بنا؟ لعلها أمة غير هذه الأمة. قال عليهالسلام : لا والله ، بل هذه الأمة!
١٨٣ ـ وعيد شديد لظلمة آل بيت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم :
(مناقب آل أبي طالب لابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٣٦ ط نجف)
عن ميمون بن مهران ، في قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم : ٤٢] قال : هذا وعيد من الله لظلمة أهل بيت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وتعزية للمظلوم.
وسوف نستعرض في هذا الفصل طائفة من الأخبار المستفيضة عن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم التي تنبأت باستشهاد الحسين عليهالسلام.
وكما أن هذه الأخبار هي من كرامات مولانا الحسين عليهالسلام ، فهي من معجزات الحبيب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في إخباره بالغيب ، وهو مما علمه الله تعالى وأطلعه عليه ، مصداقا لقوله تعالى : (فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ، إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) وهذا الإعلام هو جزء مما أطلع الله عليه نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم من الأمور التي ستحدث على أهل بيته وعلى أمته من بعده. وهو ما أملاه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم على الإمام علي عليهالسلام فكتبه علي عليهالسلام بخط يده ، على جلد خاص ، فسمي فيما بعد (الجفر).
فاسمحوا لي أن أعرفكم على الجفر وعلومه قبل سرد تلك الروايات.