مدته ، فإذا انقضى ما فيها مما أمر به ، عرف أن أجله قد حضر. فأتاه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ينعى بنعي إليه نفسه ، وأخبره بما له عند الله. وإن الحسين عليهالسلام قرأ صحيفته التي أعطيها وفسّر له ما يأتي ، بنعي ينعى. وبقي فيها أشياء لم تقض ، فخرج للقتال ، وكانت تلك الأمور التي بقيت.
١٨٧ ـ صحيفة بإملاء علي عليهالسلام فيها كل شيء :
(كتاب سليم بن قيس الكوفي ، ص ٢٧)
عن سليم بن قيس أنه قال : لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام بكى ابن عباس بكاء شديدا. ثم قال ما لقيت هذه الأمة بعد نبيها! ... ولقد دلت على ابن عم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذي قار ، فأخرج صحيفة وقال لي : يا بن عباس هذه صحيفة أملاها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخطي بيدي. قال : فأخرج لي الصحيفة ، فقلت : يا أمير المؤمنين اقرأها علي ، فقرأها. وإذا فيها كل شيء منذ قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكيف يقتل الحسين عليهالسلام ومن يقتله ، ومن ينصره ومن يستشهد معه. وبكى بكاء شديدا وأبكاني. وان فيما قرأه : كيف يصنع به ، وكيف تستشهد فاطمة عليهاالسلام وكيف يستشهد الحسن عليهالسلام وكيف تغدر به الأمة. فلما قرأ مقتل الحسين عليهالسلام ومن يقتله ، أكثر البكاء. ثم أدرج الصحيفة ، وفيه ما كان ويكون إلى يوم القيامة.
١٨٨ ـ لوح عند فاطمة عليهاالسلام رآه جابر الأنصاري ، وفيه ذكر الأئمة عليهمالسلام :
(المنتخب لفخر الدين الطريحي ، ص ٠٩٣)
روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنه قال : دخل جابر الأنصاري إلى أبي في مدينة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال له : يا جابر ، بحق جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلا أخبرتني عن اللوح ، أرأيته عند أمي فاطمة الزهراء عليهاالسلام. فقال جابر : أشهد بالله العظيم ورسوله الكريم ، لقد أتيت إلى فاطمة الزهراء عليهاالسلام في بعض الأيام لأهنّئها بولدها الحسين عليهالسلام بعد ما وضعته بستة أيام ، فإذا هي جالسة وبيدها لوح أخضر من زمردة خضراء ، وفيه كتابة أنور من الشمس ، وله رائحة أطيب من المسك (الأذفر). فقلت له : ما هذا اللوح يا بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله إلى أبي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فيه اسم محمد المصطفى واسم علي المرتضى واسم ولديّ الحسن والحسين ، وأسماء الأئمة الباقين من ولدي. فسألتها أن تدفعه إلي لأنظر ما