إليها آخر النهار ، فإذا هي دم عبيط (أي طري طازج). فضججت في بيتي وكظمت غيظي ، مخافة أن يسمع أعداءهم بالمدينة فيسرعوا بالشماتة. فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتى جاء الناعي ينعاه ، فحقق ما رأيت.
١٩٥ ـ حديث أم سلمة (خبر القارورة): (تاريخ ابن عساكر ، ص ١٧٥)
عن الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة :
عن أم سلمة زوج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قالت : كان الحسن والحسين عليهماالسلام يلعبان بين يدي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في بيتي ، فنزل جبرئيل فقال : يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك! وأومأ بيده إلى الحسين عليهالسلام. فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وضمه إلى صدره ، ثم قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أم سلمة ، وديعة عندك هذه التربة. قالت : فشمها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : ريح كرب وبلاء. قالت : وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أم سلمة ، إذا تحولت هذه التربة دما فأعلمي أن ابني قد قتل.
قال : فجعلتها أم سلمة في قارورة ، ثم جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول : إن يوما تحوّلين دما ليوم عظيم.
١٩٦ ـ الحسين عليهالسلام يري أم سلمة مضجعه في كربلاء :
(بحار الأنوار للمجلسي ، ج ٤٥ ص ٨٩ ط ٣)
جاء في (الخرايج والجرايح) للقطب الراوندي :
من معجزات الحسين عليهالسلام أنه لما أراد العراق ، قالت له أم سلمة : لا تخرج إلى العراق ، فقد سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : يقتل ابني الحسين بأرض العراق ، وعندي تربة دفعها إلي في قارورة. فقال الحسين عليهالسلام : إني والله مقتول كذلك ، وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضا. وإن أحببت أن أريك مضجعي ومصرع أصحابي. ثم مسح بيده عليهالسلام على وجهها ، ففسح الله عن بصرها ، حتى رأيا ذلك كله ، وأخذ تربة فأعطاها من تلك التربة أيضا في قارورة أخرى ، وقال عليهالسلام : إذا فاضت دما فاعلمي أني قتلت.
فقالت أم سلمة : فلما كان يوم عاشوراء ، نظرت إلى القارورتين بعد الظهر ، فإذا هما قد فاضتا دما ؛ فصاحت.