٢٠٨ ـ إخبار الإمام علي عليهالسلام حين مر بكربلاء وهو سائر إلى صفين :
(وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ١٤٠ ط ٢)
قال نصر بن مزاحم : حدثني مصعب بن سلام ... عن هرثمة بن سليم ، قال : غزونا مع علي بن أبي طالب عليهالسلام غزوة صفين. فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة فصلى إليها ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ، ثم قال : واها لك أيتها التربة ، ليحشرن منك (وفي رواية : ليقتلن بك) قوم يدخلون الجنة بغير حساب.
فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته ـ وهي جرداء بنت سمير ، وكانت شيعة لعليعليهالسلام ـ فقال لها زوجها هرثمة : ألا أعجّبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلا رفع إليه من تربتها فشمها ، وقال : «واها لك يا تربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب». وما علمه بالغيب؟! فقالت : دعنا منك أيها الرجل ، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا.
فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن علي عليهالسلام وأصحابه ، قال هرثمة : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى القوم وحسين وأصحابه ، نظرت إلى الشجرة ، فذكرت الحديث وعرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع علي عليهالسلام ، والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري. فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسين عليهالسلام ، فسلمت عليه وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل.
فقال الحسين عليهالسلام : فأنت معنا أم علينا؟ فقلت : يابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي وعيالي ، أخاف عليهم من ابن زياد.
فقال الحسين عليهالسلام : فولّ في الأرض هربا حتى لا ترى لنا مقتلا ، فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلا أدخله الله النار. قال هرثمة : فأقبلت في الأرض هاربا حتى خفي علي مقتله.
ملاحظة : هذه الفقرة هي جمع عدة روايات مع بعض ، إحداها وردت في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٣ ص ١٦٩ ط مصر ـ تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.
٢٠٩ ـ إخبار الإمام علي عليهالسلام بما سيحدث في كربلاء :
(المصدر السابق ، ص ١٤١)
حدّث نصر بن مزاحم عن مصعب بن سلام ... عن سعيد بن وهب ، قال : بعثني