(أقول) لعل هذا الشهيد هو أنس بن الحرث رحمهالله. وهذا درس يعلمنا أن المؤمن النبيه يسعى نحو الحق حتى يدركه ، فينال أعلى درجات السعادة والكرامة ، كما فعل أنس بن الحرث الأسدي.
٤ ـ أخبار بمن يقتل الحسين عليهالسلام
٢١٥ ـ الحسين عليهالسلام يخبر بأن عمر بن سعد سيقتله :
(كشف الغمة ٢ / ٩ وإرشاد المفيد ص ٢٨٢ والبحار ٤٤ / ٢٦٣)
روى سالم بن أبي حفصة ، (قال) قال عمر بن سعد للحسين عليهالسلام : يا أبا عبد الله ، إن قبلنا أناسا سفهاء يزعمون أني أقتلك. فقال له الحسين عليهالسلام : إنهم ليسوا سفهاء ، ولكنهم حلماء. أما إنه يقر عيني أن لا تأكل من برّ العراق بعدي إلا قليلا.
٢١٦ ـ إخبار الإمام علي عليهالسلام بأن عمر بن سعد يقتل ابنه الحسين عليهالسلام :
عن الأصبغ بن نباتة ، قال : بينا أمير المؤمنين عليهالسلام يخطب الناس ، وهو يقول : سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء مضى ولا شيء يكون إلا أنبأتكم به. فقام إليه سعد بن أبي وقاص ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة. فقال : أما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنك ستسألني عنها. وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس ، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابني الحسين عليهالسلام. وكان عمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه.
(أقول) : فلما كان من أمر الحسين عليهالسلام ما كان ، تولى عمر بن سعد قتل الحسين عليهالسلام ، وكان الأمر كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام.
وفي رواية (الإرشاد) للمفيد ص ٢٠ قال له علي عليهالسلام :
وآية ذلك مصداق ما خبّرتك به. ولو لا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرتك به ، ولكن آية ذلك ما أنبأتك به من لعنتك وسخلك الملعون.
قال ابن سيرين : وقد ظهرت كرامات علي بن أبي طالب عليهالسلام في هذا ، فإنه لقي قاتل الحسين عليهالسلام وهو شاب ، فقال : ويحك ، كيف بك إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار ، فتختار النار؟
وسيرد هذا الخبر عند الحديث عن عمر بن سعد ، الذي تولى قيادة الجيش لقتال