واشترط عليه الحسن عليهالسلام أن يكون له الأمر من بعده ، فالتزم ذلك كله. وكان كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله سيصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».
فقال للحسن عليهالسلام أحد أصحابه : يا عار المؤمنين!. فقال عليهالسلام : العار خير من النار.
ولما جاء الحسن عليهالسلام الكوفة ، قال له أبو عامر سفيان بن أبي ليلى : السلام عليك
يا مذلّ المؤمنين!. فقال عليهالسلام : لا تقل يا أبا عامر ، فإني لم أذلّ المؤمنين ، ولكن كرهت أن أقتلهم في طلب الملك.
وكان توقيع الصلح في النصف من جمادى الأولى سنة ٤١ ه ، فبايع الناس معاوية حينئذ ، ومعاوية ابن ست وستين إلا شهرين. وسمي ذلك العام عام الجماعة.
٣٢٧ ـ رأي الحسن عليهالسلام في أهل الكوفة :
(التنبيه والإشراف للمسعودي ، ص ٢٦)
قال الإمام الحسن عليهالسلام بعد توقيع الصلح : إني رأيت أهل الكوفة قوما لا يوثق بهم ، وما اغترّ بهم إلا من ذلّ ، ليس أحد منهم يوافق رأي الآخر ... وأهلها هم الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا.
٣٢٨ ـ بنود وثيقة الصلح :
(الإمام الحسين يوم عاشوراء ، طبع مؤسسة البلاغ ، ص ١٨)
وكان من بنود وثيقة الصلح بين الإمام الحسن عليهالسلام ومعاوية :
١ ـ هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام معاوية بن أبي سفيان ، صالحه على أن يسلّم إليه ولاية المسلمين ، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيرة الخلفاء الراشدين المهتدين. وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد لأحد من بعده عهدا.
٢ ـ على أن تكون الخلافة للحسن عليهالسلام من بعده ، فإن حدث فيه حدث فلأخيه الحسين عليهالسلام.
٣ ـ كتبت الصحيفة وأقرت من قبل الطرفين.