تقول : بأبي وأمي أنت ، حتّى عند النزع لم تشتغل عني ؛ إنه يوصيكم بي .. حتّى هلك.
٤٠٧ ـ معاوية ينقض عهوده ويحاول تولية يزيد :
(مختصر تاريخ العرب لسيد أمير علي ، ص ٧٢)
ولكي يضمن معاوية الخلافة لابنه يزيد ، لم يتردد قط في نكث العهود مع الحسين ابن علي عليهماالسلام.
وقد كان الصلح المعقود بين الحسن عليهالسلام ومعاوية ينص على الاعتراف بحق الحسين عليهالسلام في الخلافة ، ولكن معاوية نقض العهد ، وأخذ لابنه البيعة. فحنق الحسين عليهالسلام ، وزاد في حنقه فساد يزيد ، فلم يعترف قط بطاغية الشام.
وفي (عمدة الطالب في أنساب أبي طالب) ص ١٨٠ ط نجف :
وكان معاوية قد نقض شرط الحسن بن علي عليهالسلام بعد موته ، وبايع لابنه يزيد. وامتنع الحسين عليهالسلام من بيعته. وأعمل معاوية الحيلة حتّى أوهم الناس أنه بايعه ، وبقي على ذلك حتّى مات معاوية.
٤٠٨ ـ قدوم معاوية إلى المدينة لأخذ البيعة ليزيد :
(ذكرى الحسين للشيخ حبيب آل إبراهيم ، ج ٨ ص ١٢٧)
روى ابن قتيبة في كتاب (الإمامة والسياسة) في قدوم معاوية إلى المدينة لأخذ البيعة لابنه يزيد ، أنه لما نزل المدينة دعا الحسين عليهالسلام وعبد الله بن عباس رضي الله عنه إلى مجلس يضم خاصته. فلما استقرّ بهم المجلس ابتدأ معاوية فقال :
أما بعد ، فالحمد لله وليّ النعم ومنزل النقم ، وأشهد ألا إله إلا الله ، المتعالي عما يقول الملحدون علوا كبيرا ، وأن محمدا عبده المختص المبعوث إلى الجن والإنس كافة ، لينذرهم بقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد. فأدّى عن الله وصدع بأمره ، وصبر على الأذى في جنبه ، حتّى وضح دين الله ، وأعزّ أولياءه ، وقمع المشركين ، وظهر أمر الله وهم كارهون. فمضى صلوات الله عليه ، وقد ترك من الدنيا ما بذل له ، واختار منها الترك لما سخّر له ، زهادة واختيارا لله ، وأنفة واقتدارا على الصبر ، بغيا لما يدوم ويبقى. فهذه صفة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم خلفه رجلان محفوظان وثالث مشكوك ، وبين ذلك خوض طالما عالجناه ، مشاهدة ومكافحة ، ومعاينة وسماعا ، وما أعلم