وانظر إلى أهل العراق ، فإنهم لا يحبونك أبدا ولا ينصحونك. ولكن دارهم ما أمكنك واستطعت ، وإن سألوك أن تعزل عنهم في كل يوم عاملا فافعل ، فإنّ عزل عامل واحد هو أيسر عليك وأخفّ من أن يشهروا عليك مائة ألف سيف.
وانظر يا بني أهل الشام ، فإنهم بطانتك وظهارتك ، وقد بلوتهم وخبرتهم وعرفت نياتهم ، وهم صبر عند اللقاء ، حماة في الوغى. فإن دار بك أمر من عدوّ يخرج عليك فانتصر بهم ، فإذا أصبت منهم حاجتك فارددهم إلى بلادهم يكونوا بها إلى وقت حاجتك إليهم.
قال : ثم تنفّس الصّعداء ، ثم غشي عليه ، فلم يفق من غشيته يومه ذلك. فلما أفاق قال : أوه (جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) [الإسراء : ٨١]. ثم جعل يقول :
إن تناقش يكن نقاشك يا |
|
ربّ عذابا لا صبر لي بالعذاب |
أو تجاوز فأنت ربّ رحيم |
|
عن مسيء ذنوبه كالتراب |
٤١٦ ـ وصية معاوية بوضع شيء من شعر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وظفره في فمه وعينه :
(المصدر السابق ، ص ١٧٧)
ثم قال معاوية : اعلموا أني كنت بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات يوم وهو يقلّم أظفاره ، فأخذت القلامة ، وأخذت بمشقص من شعره على الصفا ، وجعلتها في قارورة هي عندي ، فاجعلوا أظفاره وشعره في فمي وأذني ، وصلّوا عليّ وواروني في حفرتي ، وذروني وربي ، فإنه غفور رحيم. ثم انقطع كلامه فلم ينطق بشيء.
وفي رواية القرماني في (أخبار الدول) ص ١٢٩ :
وكان عند معاوية شيء من شعر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقلامة ظفره ، فأوصى أن يجعل ذلك في فمه وعينيه ، وأن يكفّن بثوب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقال : افعلوا ذلك وخلوّا بيني وبين أرحم الراحمين.
٤١٧ ـ تعليق على وصية معاوية ليزيد :
(حياة الإمام الحسين بن علي عليهالسلام لباقر شريف القرشي ، ج ٢ ص ٢٣٧)
بعد استعراض الوصية قال السيد باقر شريف القرشي :
وأكبر الظن أن هذه الوصية من الموضوعات. فقد افتعلت لإثبات حلم معاوية ، وأنه عهد إلى ولده بالإحسان الشامل إلى المسلمين ، وهو غير مسؤول عن تصرفاته.