٤٥٢ ـ دخول الحسين عليهالسلام على الوليد بن عتبة :
(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٤٧ ط نجف)
فجمع الحسين عليهالسلام أهله وفتيانه ، ثم قال : إذا دعوتكم فاقتحموا. ثم دخل على الوليد ـ ومروان عنده ـ فأقرأه كتاب يزيد ، ودعاه إلى البيعة. فقال عليهالسلام : مثلي لا يبايع سرّا ، بل على رؤوس الناس وهو أحبّ إليكم. وكان الوليد يحب العافية ، فقال : انصرف في دعة الله حتّى تأتينا مع الناس.
فقال له مروان : والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع ، لا قدرت عليه أبدا ، حتّى تكثر القتلى بينكما. احبس الرجل عندك حتّى يبايع أو تضرب عنقه.
وفي (المنتخب) للطريحي ، ص ٤١٩ : «فقال مروان : فاتك الثعلب فلا ترى إلا غباره ، واحذر أن يخرج حتّى يبايعك أو تضرب عنقه».
فوثب الحسين عليهالسلام قائما وقال : يابن الزرقاء [وهو اسم جدة مروان]
هو يقتلني أو أنت ، كذبت ومنت!.
ثم خرج الحسين عليهالسلام ، فقال الوليد : يا مروان ، والله ما أحبّ أن لي ما طلعت عليه الشمس وأني قتلت حسينا.
تعليق المؤلف :
(أقول) : لو كان عند مروان بن الحكم ذرة من الوفاء والشهامة ، ما قابل الحسين عليهالسلام بمثل هذه المعاملة ، وحسبك منها أمره الوالي بقتل الحسين عليهالسلام قبل أن يفلت من يده. وهل ينسى مروان من الّذي أطلق سراحه يوم أخذ أسيرا في معركة الجمل؟!. فقد توسّط الحسن والحسين عليهماالسلام إلى أبيهما في إطلاق سراحه والعفو عنه ، بعد أن صار في شبكة الأسر ، ثم قالا له : لقد تاب مروان فاسمح له أن يبايعك من جديد. فقال علي عليهالسلام : لا حاجة لي ببيعته ، إنها يد يهودية (غادرة). وأطلق سراحه كرامة للحسنين عليهالسلام.
أفهل يعقل أن يعامل من فعل مع مروان مثل هذا الجميل ، مثل هذه المعاملة؟. لكن كلّ إناء ينضح بما فيه ، ولا غرابة فهو من نسل الزرقاء بنت موهب التي كانت مومسا في الجاهلية.