عليهم ، وذر عبد الله بن الزبير ، فإنه لن يفوتنا ولن ينجو منا أبدا ما دمنا أحياء. وليكن مع جواب كتابي رأس الحسين. فإن فعلت ذلك جعلت لك أعنة الخيل ، ولك عندي الجائزة العظمى والحظ الأوفر ، والسلام.
فلما ورد الكتاب على الوليد أعظم ذلك ، وقال : والله لا يراني الله وأنا قاتل الحسين ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولو جعل لي يزيد الدنيا وما فيها.
٤٦٤ ـ موقف عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس من البيعة :
(الكامل في التاريخ لابن الأثير ، ج ٣ ص ٣٥٥)
ثم إن الوليد أرسل إلى ابن عمر ليبايع ، فقال : إذا بايع الناس بايعت ، فتركوه ، وكانوا لا يتخوّفونه.
وقيل : إن ابن عمر كان هو وابن عباس بمكة ، فعادا إلى المدينة ، فلقيهما الحسينعليهالسلام وابن الزبير ، فسألاهما : ما وراءكما؟. فقالا : موت معاوية وبيعة يزيد. فقال ابن عمر : لا تفرّقا جماعة المسلمين. وقدم هو وابن عباس المدينة ، فلما بايع الناس بايعا.
ويقول ابن كثير في (البداية والنهاية) ج ٨ ص ١٦٣ :
ولما أخذت البيعة ليزيد في حياة معاوية ، كان الحسين عليهالسلام ممن امتنع من مبايعته ، هو وابن الزبير وعبد الرحمن بن أبي بكر وابن عمر وابن عباس. ثم مات ابن أبي بكر وهو مصمم على ذلك.
فلما مات معاوية سنة ستين وبويع ليزيد ، بايع ابن عمر وابن عباس ، وصمم على المخالفة الحسين عليهالسلام وابن الزبير.
٤٦٥ ـ لماذا ألخ يزيد على أخذ البيعة من الحسين عليهالسلام خاصة؟ :
(وقعة كربلاء للشيخ الركابي ، ص ٧٠)
كانت خلافة يزيد مهلهلة ، وأغلب الناس غير مقتنعين بها ، وكان لا بدّ له لتثبيت حكومته من أن يضرب عصفورين بحجر ، فطلب البيعة من الإمام الحسين عليهالسلام. فهو لا يبغي من ذلك بيعة الحسين عليهالسلام كفرد بقدر ما يرمي إلى تأييد الناس له إذا رأوا الحسين يبايع ، لأن الحسين عليهالسلام كانت له منزلة سامية في نفوس الناس ، حتّى في نفوس أعدائه من المقربين من الحزب الأموي.