فقرأ الحسين عليهالسلام كتاب أهل الكوفة ، فسكت ولم يجبهم بشيء.
٥٠١ ـ كتب أهل الكوفة إلى الحسين عليهالسلام :
(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٥)
ثم بعث أهل الكوفة بعدهما بيومين قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الله ابن عبد الرحمن الأرحبي وعامر بن عبيد السلولي وعبد الله بن وال التميمي ، ومعهم نحو من خمسين ومائة كتاب ، الكتاب من الرجلين والثلاثة والأربعة ، يسألونه القدوم عليهم ، والحسين عليهالسلام يتأنى في أمره ، ولا يجيبهم في شيء.
ترجمة سليمان بن صرد الخزاعي
(العيون العبرى للميانجي ، ص ٢٩)
كان سليمان بن صرد خيّرا فاضلا ، له دين وعبادة. سكن الكوفة أول ما نزلها المسلمون. وكان له قدر وشرف في قومه ، وشهد مع علي بن أبي طالب عليهالسلام مشاهده كلها.
قال سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) : قال ابن سعد : سليمان بن صرد ، كنيته أبو المطرف ، صحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان اسمه (يسار) فسمّاه رسول الله (سليمان). وكان له سنّ عالية وشرف في قومه. فلما قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحوّل فنزل الكوفة ، وشهد مع علي عليهالسلام الجمل وصفين.
وكان في الذين كتبوا إلى الحسين عليهالسلام أن يقدم الكوفة ، غير أنه لم يقاتل معه خوفا من ابن زياد [أو أنه كان محبوسا عند ابن زياد حين حبس أربعة آلاف وخمسمائة لأنهم كاتبوا الحسين عليهالسلام]. ثم ندم سليمان بعد مقتل الحسين عليهالسلام ألا يكون قد استشهد معه ، فخرج هو والمسيّب بن نجبة الفزاري وجميع من خذله ولم يقاتل معه ، في ثورة (التوّابين) ، وقالوا : ما لنا توبة إلا أن نطلب بدم الحسين عليهالسلام. فخرجوا من الكوفة مستهل ربيع الآخر من سنة ٦٥ ه ، وولوا أمرهم سليمان بن صرد وسمّوه أمير التوّابين. وساروا إلى عبيد الله بن زياد ، وكان قد سار من الشام في جيش كبير يريد العراق ، فالتقوا (بعين الوردة) من أرض الجزيرة في سورية ، وهي رأس العين من أعمال قرقيسيا.