أبيه. أما بعد فحيّهلا (١) فإن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك ، فالعجل العجل يابن رسول الله. فقد اخضرّ الجناب (٢) ، وأينعت الثمار ، وأعشبت الأرض ، وأورقت الأشجار. فاقدم إذا شئت ، فإنما تقدم إلى جند لك مجنّدة (٣) والسلام عليك ورحمة الله وبركاته وعلى أبيك من قبل.
فقال الحسين عليهالسلام لهانئ وسعيد : خبّراني من اجتمع على هذا الكتاب الّذي كتب معكما؟. فقالا له : يابن رسول الله اجتمع عليه شبث بن ربعي ، وحجّار بن أبجر ، ويزيد بن الحرث ، ويزيد بن رويم ، وعزرة بن قيس ، وعمرو ابن الحجاج ، ومحمد بن عمير بن عطارد.
٥٠٤ ـ ما قاله الحسين عليهالسلام وقد استخار الله في أمر السفر إلى العراق ، بعد توارد الكتب عليه :
(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٥)
فعندها قام الحسين عليهالسلام وتوضأ وصلّى ركعتين بين الركن والمقام (٤) ولما انفتل من صلاته سأل ربه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة ، ثم رجع إلى الرسل فقال لهم : إني رأيت جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في منامي ، وقد أمرني بأمر وأنا ماض لأمره. فعزم الله لي بالخير ، فإنه ولي ذلك والقادر عليه.
ترجمة شبث بن ربعي
قال السيد إبراهيم الموسوي في (وسيلة الدارين) ص ٨٧ ، على ما رواه ابن الأثير في (أسد الغابة) وابن عبد البر في
(الاستيعاب) وابن حجر العسقلاني في (الإصابة) : شبث بفتح أوله والموحدة ثم مثلثة ، ابن ربعي التميمي اليربوعي ، أبو عبد القدوس ، له إدراك مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) حيّهلا : اسم فعل بمعنى أقبل وأسرع ، وأصلها حيّ هلا.
(٢) الجناب : الناحية وما قرب من محلة القوم. والكلام كناية عن استتباب الأمر.
(٣) مثير الأحزان لابن نما ، ص ١١.
(٤) اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٢٠.