فقال ابن زياد لهانئ : أيهجر؟ (أي يهذي).
قال هانئ : نعم ، أصلح الله الأمير ، لم يزل هكذا منذ أصبح.
ثم قام عبيد الله وخرج. فخرج مسلم بن عقيل من الخزانة ، فقال شريك : ما الذي منعك منه إلا الجبن والفشل؟!.
قال مسلم : منعني منه خلّتان : إحداهما كراهية هانئ أن يقتل في منزله ، والأخرى قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن الإيمان قيد الفتك ، لا يفتك مؤمن بمؤمن» (يعني : إن إيمان الرجل يمنعه عن الفتك برجل على سبيل الاحتيال والإغتيال ، ولو كان المقتول كافرا).
قال شريك : أما والله لو قتلته لاستقام لك أمرك ، واستوسق لك سلطانك.
(وفي رواية ابن الأثير) : «لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا ، كافرا غادرا».
ولم يعش شريك بعد ذلك إلا أياما ، حتّى توفي. وشيّع ابن زياد جنازته ، وتقدم فصلى عليه.
(وفي رواية ابن الأثير) : «فلما علم عبيد الله أن شريكا كان حرّض مسلما على قتله ، قال : والله لا أصلي على جنازة عراقي أبدا. ولو لا أن قبر زياد فيهم لنبشت شريكا».
وكان شريك من خيار الشيعة وعبّادها ، غير أنه كان يكتم ذلك إلا عمن يثق به من إخوانه.
ترجمة شريك بن الأعور
(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٣٩)
أبوه الحارث الأعور الهمداني ، من خواص أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو الّذي يقول فيه :
يا حار همدان من يمت يرني |
|
من مؤمن أو منافق قبلا |
ولما رأى الإمام عليهالسلام بطولات بني همدان في حروبه قال فيهم :
ولو كنت بوّابا على باب جنة |
|
لقلت لهمدان ادخلوا بسلام |
وكان شريك شديد التشيّع ، وقد شهد صفين. وحكايته مع معاوية حين عيّره في اسمه مشهورة.