خرج إلى العراق لقتل فيه ، إنما كان منبعثا من قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وإخباره بشهادة ولده وريحانته في أرض العراق ، فإنه يقتله أشرار هذه الأمة ، فلا تنالهم شفاعته ، وأن أنصار ولده والمستشهدين بين يديه يكونون في أعلى درجات الجنان معه. فلو كان النصحاء من الكاملين المؤمنين ، لاختاروا نصرة ولد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وتركوا النصيحة له. لأنه كما نص رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبر بشهادته مرارا متضافرة ، إخبارا منجّزا ، بأنه يخرج إلى العراق ويقتل ، وأنه قد شاء الله تعالى أن يراه مقتولا ، لا معلّقا بأنه لو خرج لقتل ؛ فكذا قد نصّ بأنه إمام مفترض الطاعة ، وحجة الله على جميع أهل السموات والأرضين بعد أبيه وأخيه عليهالسلام.
٥٩٠ ـ شخوص الحسين عليهالسلام إلى المدينة لزيارة قبر جده صلىاللهعليهوآلهوسلم :
(مقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ٣٩)
قال أبو مخنف : لما قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة انقطع خبرهما عن الحسين عليهالسلام فقلق قلقا عظيما. فجمع أهله وأخبرهم بما حدّثته به نفسه. وأمرهم بالرحيل إلى المدينة ، فخرجوا سائرين بين يديه إلى المدينة حتى دخلوها.
٥٩١ ـ زيارة الحسين عليهالسلام لقبر جده صلىاللهعليهوآلهوسلم ورؤياه :
(المصدر السابق)
فأتى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والتزمه وبكى بكاء شديدا ، فهوّمت عيناه بالنوم [أي نام نوما خفيفا] فرأى جده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو يقول : يا ولدي الوحا الوحا العجل العجل ، فبادر إلينا فنحن مشتاقون إليك. فانتبه الحسين عليهالسلام قلقا مشوقا إلى جدهصلىاللهعليهوآلهوسلم.
٥٩٢ ـ زيارة الحسين عليهالسلام لأخيه محمّد بن الحنفية :
(معالي السبطين للمازندراني ، ج ١ ص ١٤١)
وجاء الحسين عليهالسلام إلى أخيه محمّد بن الحنفية وهو عليل ، فحدّثه بما رأى وبكى. فقال له : يا أخي ماذا تريد أن تصنع؟. قال : أريد الرحيل إلى العراق ، فإني على قلق من أجل ابن عمي مسلم بن عقيل. فقال له محمّد بن الحنفية : سألتك بحق جدك محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا تفارق حرم جدك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فإن لك فيه أعوانا كثيرة. فقال الحسين عليهالسلام : لا بدّ من العراق. فقال محمّد بن الحنفية : إني والله ليحزنني فراقك ، وما أقعدني عن المسير معك إلا لأجل ما أجده من المرض