عمر ، أنه كان بماء له ، فبلغه أن الحسين بن علي عليهماالسلام قد توجه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له : أين تريد؟. فقال : العراق. وإذا معه طوامير وكتب ، فقال : هذه كتبهم وبيعتهم. فقال : لا تأتهم ، فأبى. قال [ابن عمر] : إني محدّثك حديثا. إن جبرئيل أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فخيّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنكم بضعة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والله لا يليها أحد منكم أبدا. وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم [فارجعوا]. فأبى أن يرجع.
قال : فاعتنقه ابن عمر وبكى ، وقال : أستودعك الله من قتيل.
رواية أخرى : (أمالي الشيخ الصدوق ، ص ١٣٣ ط بيروت)
وسمع عبد الله بن عمر بخروج الحسين عليهالسلام ، فقدّم راحلته وخرج خلفه مسرعا ، فأدركه في بعض المنازل. فقال : أين تريد يابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟. قال : العراق. قال : مهلا ارجع إلى حرم جدك. فأبى الحسين عليهالسلام عليه. فلما رأى ابن عمر إباءه ، قال : يا أبا عبد الله ، اكشف لي عن الموضع الّذي كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقبّله منك. فكشف الحسين عليهالسلام عن سرّته ، فقبّلها ابن عمر ثلاثا ، وبكى. وقال : أستودعك الله يا أبا عبد الله ، فإنك مقتول في وجهك هذا.
(وفي رواية ابن نما ، ص ٢٩) : أنه ذكر لعبد الله بن عمر ما حصل ليحيى بن زكرياعليهالسلام.
٦٥١ ـ الحسين عليهالسلام يذكر يحيى عليهالسلام في أكثر من منزل :
(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٦٦ ط نجف)
عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال : خرجنا مع الحسين عليهالسلام فما نزل منزلا ولا ارتحل منه ، إلا ذكر يحيى بن زكريا وقتله. وقال يوما : ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل [يعرّض بما سيحصل معه].
٦٥٢ ـ كتاب عمرو بن سعيد إلى يزيد يخبره بأمر الحسين عليهالسلام :
(المصدر السابق ، ص ٦٧)
وكتب عمرو بن سعيد ـ وهو والي المدينة ـ بأمر الحسين عليهالسلام إلى يزيد. فلما قرأ يزيد الكتاب تمثّل بهذا البيت :
فإن لا تزر أرض العدو وتأته |
|
يزرك عدوّ أو يلومنك كاشح |