وإني سأحدّثكم حديثا : قد غزونا بلنجر (وفي بعض النسخ : غزونا البحر ، وهو تصحيف من الناسخ) ، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم كثيرة ، فقال لنا سلمان الفارسي رحمهالله : أفرحتم بما فتح الله عليكم ، وبما أصبتم من الغنائم؟. قلنا : نعم. فقال سلمان : إذا أدركتم سيد شباب أهل الجنة من آل محمّد ، فكونوا أشدّ فرحا بقتالكم معه ، مما أصبتم اليوم من الغنائم.
فأما أنا فأستودعكم الله. ومضى زهير فصار من أنصار الحسين عليهالسلام.
(أقول) : وهذا من نبوءة سلمان وعلومه التي استمدها من محمّد وآله عليهمالسلام.
«الثّعلبيّة»
٦٦٦ ـ نبأ المأساة : وصول خبر استشهاد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة إلى الحسين عليهالسلام في (الثعلبية): (مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٢٩)
قال عبد الله بن سليمان والمنذر بن المشمعل الأسديان : قدمنا على الحسين عليهالسلام حين نزل (الثعلبية) فأخبرناه بمقتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة ، وجرّهما من أرجلهما بأسواق الكوفة. فقال الحسين عليهالسلام : إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحمة الله عليهما .. يردد ذلك مرارا. قلنا : ننشدك الله في نفسك وأهل بيتك وهؤلاء الصبية إلا انصرفت من مكانك هذا ، فإنه ليس لك بالكوفة ناصر ولا شيعة ، بل نتخوف منهم أن يكونوا عليك. فنظر الحسين إلى بني عقيل فقال لهم : ما ترون ، فقد قتل مسلم؟. فبادر بنو عقيل وقالوا : والله لا نرجع ، أيقتل صاحبنا وننصرف! لا والله لا نرجع حتّى نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق صاحبنا. فأقبل علينا الحسين وقال : لا خير في العيش بعد هؤلاء (١) فعلمنا أنه قد عزم رأيه على المسير. فقلنا له : خار الله لك. فقال : رحمكما الله تعالى. فقال له أصحابه : إنك والله ما أنت بمثل مسلم ، ولو قدمت الكوفة ونظر الناس إليك لكانوا إليك أسرع ، وما عدلوا عنك ولا عدلوا بك أحدا ، فسكت.
وفي (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة ، ص ٥ :
__________________
(١) مقتل المقرم ، ص ٢١٠ عن كامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ١٧.