قال : وذكروا أن عبيد الله بن زياد بعث جيشا أمّر عليه عمرو بن سعيد [الصحيح : عمر بن سعد]. وقد جاء الحسين عليهالسلام الخبر ، فهمّ أن يرجع ، ومعه خمسة من بني عقيل ، فقالوا له : أترجع وقد قتل أخونا ، وقد جاءك من الكتب ما تثق به؟!. فقال لبعض أصحابه : والله مالي عن هؤلاء من صبر ، يعني بني عقيل.
٦٦٧ ـ الحسين عليهالسلام يواسي بنت مسلم الصغيرة :
(إبصار العين للشيخ السماوي ، ص ٤٨)
روى بعض المؤرخين أن الحسين عليهالسلام لما قام من مجلسه بالثعلبية (وقد بلغه نبأ استشهاد مسلم) توجه نحو النساء ، وانعطف على ابنة لمسلم صغيرة (عمرها ١١ سنة) فجعل يمسح على رأسها ، فكأنها أحسّت. فقالت : ما فعل أبي؟. فقال : يا بنيّة أنا أبوك. ودمعت عينه ، فبكت البنت وبكت النساء لذلك.
٦٦٨ ـ ما قاله عليهالسلام لرجل من أهل الكوفة في (الثعلبية) يبيّن أن أهل البيت عليهمالسلام هم معادن العلم : (مقتل المقرم ، ص ٢١١)
وفي (الثعلبية) اجتمع بالحسين رجل من أهل الكوفة ، فقال له الحسين عليهالسلام : أما والله لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل في دارنا ، ونزوله بالوحي على جدي. يا أخا أهل الكوفة : من عندنا مستقى العلم. أفعلموا وجهلنا! هذا مما لا يكون (١).
(أقول) : وهذا كان جوابه عليهالسلام لأغلب الذين نصحوه ، ولم يدركوا الغايات البعيدة من نهضته عليهالسلام ، ولم ينظروا نظرته الواعية العميقة إلى الأمور ... ولعمري من لأحد أن يداني الحسين عليهالسلام في علمه ومعرفته ، وهو الّذي عاش في كنف الرسول والإمام ، يغرّ العلم غرّا ، ومنه أخذ الأئمة التسعة المعصومون من ولده عليهالسلام علوم الجفر والصحيفة الجامعة.
وقد أعطينا لمحة عن هذه العلوم في الفصل الخامس ، ص ٢٤٩ فراجع.
٦٦٩ ـ يحيى بن شدّاد يتخوّف على الحسين عليهالسلام من قلة أنصاره :
(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢١٠)
عن يحيى بن شداد الأسدي ، قال : مرّ بنا الحسين عليهالسلام بالثعلبية ، فخرجت إليه
__________________
(١) بصائر الدرجات للصفّار ص ٣ ؛ وأصول الكافي ، باب مستقى العلم من أهل البيت عليهمالسلام.