فيضع يده في يد يزيد ، قد انفرد بإيرادها رواة السنة. والثابت عند الشيعة أن الحسين عليهالسلام ما سألهم إلا الرجوع إلى حرم الله وحرم جده ، أو الانتشار في أرض الله الواسعة ، فأبوا.
٧٦٨ ـ ثلاثون رجلا من جند عمر بن سعد يتحولون إلى الحسين عليهالسلام :
(تاريخ ابن عساكر ، ص ٢٢٠)
وكان مع عمر بن سعد (من قريش) قريب من ثلاثين رجلا من أهل الكوفة ، فقالوا : يعرض عليكم ابن بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثلاث خصال ، فلا تقبلون شيئا منها؟!. فتحولوا مع الحسين عليهالسلام فقاتلوا حتّى قتلوا معه.
افتراءات عمر بن سعد
٧٦٩ ـ كتاب عمر بن سعد إلى ابن زياد (٢) يتأول فيه على الحسين عليهالسلام قبوله مفاوضة يزيد : (مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٤٩)
ثم كتب عمر بن سعد إلى ابن زياد : أما بعد ، فإن الله أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الأمة. هذا الحسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الّذي منه أتى ، أو أن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، أو أن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده ، فيرى فيما بينه وبينه رأيه ، وفي هذا لك رضا وللأمة صلاح(١).
وفي الحقيقة إن بعض هذه العروض قد اختلقها عمر بن سعد من عنده ، لأن الحسين عليهالسلام لم يعتقد أصلا بخلافة يزيد حتّى يفاوضه.
بقول السيد الأمين في (لواعج الأشجان) ص ١٠١ ط نجف :
عن عقبة بن سمعان أنه قال : والله ما أعطاهم الحسين عليهالسلام أن يضع يده في يد يزيد ولا أن يسير إلى ثغر من الثغور ، ولكنه قال : دعوني أرجع إلى المكان الّذي أقبلت منه ، أو أذهب في هذه الأرض العريضة.
__________________
(١) الإتحاف بحب الأشراف ص ١٥ ؛ وتهذيب التهذيب ج ٢ ص ٢٥٣.
(أقول) : ولعل هذه المحاولة للإصلاح من قبل عمر بن سعد ، سببها القرابة التي بين الحسين عليهالسلام وعمر بن سعد. إذ أن نسب عمر بن سعد يتصل مع بني هاشم في كلاب بن مرة ، فهو عمر بن سعد بن أبي وقاص بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.