العباس عليهالسلام فسلّم عليهما وجلس ، وقال : سيدي أبت الأسدية أن تفارقكم. فقال الحسينعليهالسلام : جزاكم الله خير الجزاء.
٧٩٦ ـ لا يقاتل معي من عليه دين :
روى الثوري عن أبي الجحّاف عن أبيه ، أن رجلا قال للحسين عليهالسلام : إن عليّ دينا. قال عليهالسلام : لا يقاتل معي من عليه دين (أخرجه الطبراني برقم ٢٨٧٢).
٧٩٧ ـ الضحاك بن عبد الله المشرقي يعاهد الحسين عليهالسلام على نصرته ما لم يصبح عليهالسلام وحيدا : (تاريخ الطبري ، ج ٧ ص ٣٢١ ط ليدن)
روى الطبري عن الضحاك بن عبد الله المشرقي ، قال : قدمت مع مالك بن النضر الأرحبي على الحسين عليهالسلام ، فسلمنا عليه ثم جلسنا إليه. فردّ علينا ، ورحّب بنا وسألنا عما جئنا له؟. فقلنا : جئنا لنسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية ، ونحدث بك عهدا ، ونخبرك خبر الناس. وإنا نحدّثك أنهم قد جمعوا على حربك ، فر رأيك. فقال الحسين عليهالسلام : حسبي الله ونعم الوكيل. قال : فتذممنا وسلّمنا عليه ودعونا الله له. قال : فما يمنعكما من نصرتي؟. فقال مالك بن النضر : عليّ دين ولي عيال. فقلت له : إن عليّ دينا وإن لي عيالا ، ولكنك إن جعلتني في حلّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلا ، قاتلت عنك ما كان لك نافعا وعنك دافعا.
(قال) قال عليهالسلام : فأنت في حلّ ، فأقمت معه.
(أقول) : وظل الضحاك هذا يقاتل مع الحسين عليهالسلام حسب الاتفاق ، حتّى أصبح الحسين عليهالسلام وحيدا فريدا ، فانسلّ من المعركة وذهب إلى أهله.
٧٩٨ ـ كلام برير بن خضير الهمداني ، ونصيحته لعمر بن سعد :
(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢٤٧)
ثم تكلم برير بن خضير الهمداني ، وكان من الزهاد الذين يصومون النهار ويقومون الليل. فقال : يابن رسول الله ائذن لي أن آتي هذا الفاسق عمر بن سعد ، فأعظه لعله يتّعظ ويرتدع عما هو عليه. فقال الحسين عليهالسلام : ذاك إليك يا برير. فذهب إليه حتّى دخل على خيمته فجلس ولم يسلّم. فغضب عمر وقال : يا أخا همدان ، ما منعك من السلام عليّ ، ألست مسلما أعرف الله ورسوله وأشهد بشهادة الحق؟. فقال له برير : لو كنت عرفت الله ورسوله كما تقول ، لما خرجت إلى عترة رسول الله تريد قتلهم. وبعد فهذا الفرات يلوح بصفائه ويلج كأنه بطون الحيات ،