فقام الحسين عليهالسلام ونادى أصحابه ، وأمرهم بالصلاة ، فتيمموا بدلا من الوضوء لعدم توفر الماء ، وأقام بنفسه وصلّى بأصحابه صلاة الصبح.
فلما فرغ رفع يديه إلى السماء ، وقد أخذ المصحف بيده اليمنى ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : إن الله قد أذن في قتلكم وقتلي ، وكلكم تقتلون في هذا اليوم إلا ولدي علي بن الحسين عليهالسلام ، فاتقوا الله يا قوم واصبروا.
٨١٠ ـ خطبة الحسين عليهالسلام في صباح اليوم الّذي استشهد فيه :
(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢١٥)
عن رجل من همدان ، قال : خطبنا الحسين بن علي عليهالسلام غداة اليوم (١) الّذي استشهد فيه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال :
عباد الله ، اتقوا الله ، وكونوا من الدنيا على حذر. فإن الدنيا لو بقيت لأحد أو بقي عليها أحد ، كانت الأنبياء أحق بالبقاء ، وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء. غير أن الله تعالى خلق الدنيا للبلاء ، وخلق أهلها للفناء. فجديدها بال ، ونعيمها مضمحلّ ، وسرورها مكفهرّ. والمنزل بلغة ، والدار قلعة. فتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى ، فاتقوا الله لعلكم تفلحون.
(وفي الوثائق الرسمية ، ص ١٤١) :
فتباشر أصحاب الحسين عليهالسلام بلقاء ربهم ، وأنهم سيقدمون على روح وريحان ، وجنة عرضها السموات والأرض ، خالدين فيها أبدا. وإذا بهم فرحين يمازح بعضهم بعضا.
٨١١ ـ استبشار أصحاب الحسين عليهالسلام بالشهادة والقدوم على الجنة :
(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٢٦ ط ٤)
وأمر الحسين عليهالسلام بفسطاط فضرب ، وأمر بجفنة فيها مسك كثير ، وجعل فيها نورة [أي كلسا] ثم دخل ليطلّي. فروي أن برير بن خضير الهمداني وعبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري وقفا على باب الفسطاط ، وازدحما أيهما يطّلي بعده ، فجعل برير يضاحك عبد الرحمن ، فقال له عبد الرحمن : يا برير (أتضحك؟) ما هذه ساعة
__________________
(١) الغداة : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.