يبلغكم قول رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لي ولأخي : هذان سيّدا شباب أهل الجنة؟. (وفي رواية أبي مخنف : وقوله إني مخلّف فيكم الثّقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي؟). فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق ، فوالله ما تعمّدت الكذب منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ، ويضرّ به من اختلقه. وإن كذّبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم .. سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهيل بن سعد الساعدي ، والبراء بن عازب (١) ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك ، يخبرونكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لي ولأخي. أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي (٢)؟.
ـ مقاطعة الشمر لخطبة الحسين عليهالسلام :
فقال الشمر : هو يعبد الله على حرف (٣) إن كان يدري ما تقول!. فقال له حبيب: والله إني أراك تعبد الله على سبعين حرفا (٤) ، وأنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول ، قد طبع الله على قلبك.
(وفي تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٦٣) :
«فناداه شمر : الساعة ترد الهاوية. فقال الحسين عليهالسلام : الله أكبر. أخبرني جدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «رأيت كأن كلبا ولغ في دماء أهل بيتي». وما إخالك إلا إياه.
فقال شمر : أنا أعبد الله على حرف [أي على شبهة] إن كنت أدري ما تقول».
(وفي مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ٢٥٣) :
«فقال الشمر للحسين عليهالسلام : يا حسين بن علي ، أنا أعبد الله على حرف إن كنت
__________________
(١) البراء بن عازب مذكور في مقتل ابن نما خاصة ، وتجد ترجمته فيما يأتي.
(٢) أورد أبو مخنف هذه الفقرة في مقتله ص ٥٤ قبل يوم عاشوراء. وكذلك الخوارزمي في مقتله ج ١ ص ٢٥٣ بتحريف بسيط.
(٣) قال تعالى في سورة الحج الآية ١١ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ، فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ، وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ ، خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ، ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ). وتفسيرها : أنّ من الناس من يعبد الله على ضعف ، كضعف القائم على حرف أي على طرف جبل. وقيل على حرف : أي على شك. وقيل من يعبد الله بلسانه دون قلبه ، فإن أصابه خير اطمأن به ، وإن أصابه بلاء واختبار انقلب على وجهه.
(٤) يعبد الله على سبعين حرفا : أي هائم في طرق الضلال والشبهات ، يعبد الله على سبعين شبهة.