١٠ ـ موقف العباس بن عبد المطلب :
وأما العباس ، فلم ينصر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مباشرة ، فقد كان في جيش المشركين الّذي جاء يقاتل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر. وقيل إنه أسلم يوم فتح خيبر وكتم إسلامه. وقيل إن إسلامه كان قبل يوم بدر ، وأنه كان يكتب بأخبار المشركين إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. ولذلك حزن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه حين أسر يوم بدر ، وسعى في فكاكه.
وكان العباس بن عبد المطلب غنيا ثريا ، وبينه وبين أبي سفيان علاقة جيدة ، لذلك جاء بأبي سفيان يوم فتح مكة إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليبايع.
١١ ـ موقف أولاد العباس :
وقد أنجب العباس عشرة بنين ، هم : الفضل بن العباس وعبد الله وعبيد الله وقثم وعبد الرحمن ومعبد وكثير وتمّام وعون والحرث.
والغريب أنه لم يشترك مع الحسين عليهالسلام في كربلاء أحد من هذا النسل.
فأما عبد الله بن العباس ـ وقد كان تلميذا للإمام علي عليهالسلام ـ فإذا كان لم يشترك في نصرة الحسين عليهالسلام لأنه كان قد كفّ بصره ، فأي عذر للباقين من أولاد العباس وأولادهم؟.
وفي الواقع فقد كانت نصرة أعمام النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم للدعوة مختلفة ؛ فبعضهم نصرها بالسيف وهو الحمزة ، وبعضهم نصرها بالمال وهو العباس ، وبعضهم نصرها بالحماية والرعاية وهو أبو طالب. وبعضهم ناصبها العداء حتّى كان من أهل النار وهو أبو لهب.
ومن المخزي حقا أن يقف بنو العباس هذا الموقف الشائن من ابن عمهم الحسين عليهالسلام ، فيتخلّفوا عن نصرته ويخسروا شرف الفتح الّذي أراده لهم. في حين لم يتخلف ولا شخص من أحفاد أبي طالب عليهالسلام ، سواء من أبناء عقيل وأحفاده ، أو أحفاد جعفر ، أو أبناء علي عليهمالسلام وأحفاده ، حتّى الأطفال منهم الذين لم يبلغوا الحلم.
وقد تمادى هذا الغيّ بأحفاد العباس ، إلى أبعد من هذا. فحين قام أبو مسلم الخراساني بثورته ضد حكم بني أمية ، داعيا إلى أصحاب الحق الشرعي من أبناء علي عليهمالسلام ، حتّى انتصر على بني أمية وقوّض عرشهم ، لم يكن من العباسيين إلا أن التفوّا عليه وقتلوه ، واغتصبوا الخلافة وحوّلوها عن أصحابها الشرعيين. وبدأ