إنّ عليا وجعفرا ثقتي |
|
عند ملمّ الخطوب والنّوب |
لا تخذلا وانصرا ابن عمّكما |
|
أخي لأمي من بينهم وأبي |
والله لا أخذل النبي ولا |
|
يخذله من بنيّ ذو حسب |
وبهذا النّفس العقائدي الجارف ، الّذي لا يعرف الشك ولا التواني ، قام أحفاد أبو طالب ينصرون الدعوة يوم كربلاء ، كما نصرها جدهم أبو طالب في مكة والبطحاء. حتّى أن كل الذين استشهدوا من أهل البيت عليهمالسلام يوم كربلاء وعددهم ١٧ شهيدا ، كانوا كلهم من صلب أبي طالب عليهالسلام.
قال الإمام محمّد الباقر عليهالسلام : «قتل مع جدي الحسين عليهالسلام سبعة عشر رجلا ، كلهم حملت بهم فاطمة بنت أسد زوجة أبي طالب عليهالسلام».
انظر (لائحة المستشهدين مع الحسين عليهالسلام من آل أبي طالب) ، ولاحظ أن كل شهداء أهل البيت عليهمالسلام يوم كربلاء هم من نسل أبي طالب وأولاده الثلاثة : عقيل وجعفر وعلي عليهمالسلام.
١٣ ـ لماذا لم يشارك العباسيون في نصرة الحسين عليهالسلام؟ :
(انصار الحسين عليهالسلام لمحمد مهدي شمس الدين ، ص ٢٠٥ ط ٢)
قال الشيخ محمّد مهدي شمس الدين : لقد فجّر الثورة الهاشميون ما من شك ، ولكن أي الهاشميين هم؟. إنهم الطالبيون من سلالة أبي طالب عليهالسلام. أما العباسيون أبناء العباس بن عبد المطلب ، فالغريب أنه لم يشترك منهم فيها أحد. سوى نصيحة عبد الله بن عباس للحسين عليهالسلام التي لم تعد المشافهة. فلماذا يكون هذا؟.
وكل الثورات التي أشعلتها ثورة الحسين عليهالسلام فيما بعد ، في العراق والحجاز وإيران ، كان قادتها طالبيين ، ولم يكن فيهم عباسيّ واحد على الإطلاق!.
لقد كان العباس عمّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم غنيا ومترافقا مع أبي سفيان ، ولم يسلما إلا متأخرين. في حين كان أبو طالب من الفقراء ، وكان أول من آمن بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ونصره وحماه ، وعلى نهجه سار أولاده وأحفاده جميعا عليهمالسلام. فالعباس يمثّل الغنى والمال ، وأخوه أبو طالب يمثل العقيدة والكمال. ففي حين كان العباسيون بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ينعمون بجوائز الخلفاء وترف العيش ، كان الطالبيون يحترقون بنار الثورات ضد الظلم والباطل.