والمؤمنين ، ومعك يا معاوية! راية المشركين من ـ بني اميّة ـ؟ فعليّ بذلك يفلج الله حجته ، ويحقّ الله دعوته ، وينصر دينه ، ويصدق حديثه ، وعليّ بذلك رسول الله راض عنه والمسلمون عنه راضون.
ثمّ أنشدكم الله ، هل تعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله حاصر ـ أهل خيبر ـ فبعث ـ عمر بن الخطاب ـ براية المهاجرين ؛ وبعث ـ سعد بن معاذ ـ براية الأنصار؟ فأما سعد فجيء به جريحا ، وأما عمر فجاء يجبن أصحابه حتّى قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لاعطين الراية غدا رجلا يحبّه الله ورسوله ؛ ويحبّ الله ورسوله ، ثمّ لا ينثني حتّى يفتح الله له إن شاء الله ، فتعرّض لها : أبو بكر ؛ وعمر ؛ ومن ثمّ المهاجرين والأنصار ، وعليّ يومئذ أرمد شديد الرّمد ، فدعاه رسول الله فتفل في عينيه وأعطاه الراية ، وقال : اللهمّ! قه الحرّ والبرد ، فلم ينثن حتّى فتح الله له ، واستنزلهم على حكم الله ، وحكم رسوله ، وأنت يومئذ يا معاوية! مشرك بمكة عدوّ لله ولرسوله.
ثم انشدكم الله ، هل تعلمون أنّ عليّا ممن حرّم الشهوات من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله فأنزل الله فيه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) المائدة / ٨٧ ، وأمّا أنت يا معاوية! فلا أذكر لك إلا حقّا قد علمته ، وعلمه أصحابك الّذين حولك ، إنّك كنت ذات يوم تسوق بأبيك ، ويقود به أخوك ـ هذا القاعد ـ وهو على جمل أحمر بعد ما عمي أبو سفيان ، فلعن رسول الله صلىاللهعليهوآله الجمل ؛ وراكبه ؛ وقائده ؛ وسائقه ؛ وكان أبوك الراكب ؛ وأخوك القائد ؛ وأنت السائق.
ثم انشدكم الله ، هل تعلمون أنّ معاوية كان يكتب بين يدي رسول الله فأرسل إليه ذات يوم ليكتب إلى ـ بني خليد ـ ، فقالوا : إنّه يأكل ، فقال : لا أشبع الله بطنه؟ وانشدك الله يا معاوية! هل تعرف تلك الدعوة في أكلك ،