لا تركننّ إلى أمر تقلّدنا |
|
والراقصات به في مكة الخرقا |
فالموت أيسر من قول الصباة لنا |
|
خلي معاونة العزى لنا فرقا |
فهل تستطيع يا معاوية! أن تردّ شيئا مما قلت.
وأما أنت يا عمرو بن العاص! فما أحسبك إلّا لزنية ، احتج فيها ـ خمسة من قريش ـ كلّهم يزعم : أنك ابنه ، فغلب عليك جزار قريش ، ألأمهم حسبا ؛ وأشرّهم منصبا ، وأعظمهم لعنة ، ثمّ قمت خطيبا فقلت : أنا شانئ محمّد صلىاللهعليهوآله ، فأنزل الله عزوجل في «كتابه» : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) الكوثر / ٣.
ثمّ هجوت نبي الله صلىاللهعليهوآله بسبعين بيتا ، فقال : اللهمّ! إني لا أحسن الشعر ، فالعنه بكل بيت لعنة ، ثمّ كنت في ـ أصحاب السفينة ـ الذين أتوا النجاشي يكذبون جعفرا عنده ، فكذبك الله بغيظك ، فأنت عدو ـ بني هاشم ـ في الجاهلية والإسلام ، فلست ألومك على ذلك ، ولا اعاتبك عليه ، وبعد فأنت القائل في مسيرك إلى النجاشي :
يقولون لي : أين هذا المسير |
|
وما السير مني بمستنكر |
فقلت : دعوني فإني امرؤ |
|
اريد النجاشي في جعفر |
لأكويه عنده كيّة |
|
اقيم بها نخوة الأصعر |
ولا أنثني عن بني هاشم |
|
بما استطعت في الغيب والمحضر |
وأما أنت يا عتبة! فما أنت بحصيف فاجيبك ، ولا عاقل فاعاتبك ، وما فيك من خير يرجى ، ولا من شرّ يتقى ، وما أنت وامك إلّا سواء ، فأما وعيدك لي بالقتل ، أفلا قتلت الذي وجدته على فراشك وشركك في عرسك ، ولو كنت قاتلا أحدا لقتلته ، ثم أمسكتها عندك من بعد ما كان من بغيها ما كان ، وو الله ، ما ألومك على سبّك عليا ؛ وقد قتل ـ خالك ـ مبارزة ؛ واشترك هو وحمزة في قتل جدّك فقتلاه.