عبد المطلب ـ ، فخرج إليه ـ الزبير بن عبد المطلب ـ ، فقال : مالك؟ إن كنت مستجيرا آجرناك ، وإن كنت طالب قرى قريناك ، فأنشأ يقول :
لاقيت حربا بالثنية مقبلا |
|
والصبح أبلج ضوؤه للساري |
فأصات بي : قف وانتم ليروعني |
|
ودعا بدعوة معلن بشعار |
فتركته خلفي وجزت أمامه |
|
وكذا كنت أكون في الأسفار |
فمضى يهدّدني الوعيد ببلدة |
|
فيها الزبير كمثل ليث ضار |
فتركته كالكلب ينبح حوله |
|
وأتيت قرم مكارم ونجّار |
ليثا هزبرا يستجار بقربه |
|
رحب المباءة مكرما للجار |
وحلفت بالبيت العتيق وركنه |
|
وبزمزم والحجر ذي الأستار |
إنّ الزبير لمانعي بمهنّد |
|
عضب المهزّة صارم بتار |
فقال الزبير : قد آجرتك ، وأنا ابن عبد المطلب ، فسر أمامي ، فإنا ـ بني عبد المطلب ـ ، إذا أجرنا رجلا لم نتقدّمه ، فمضى بين يديه ، والزبير في أثره فلقيه ـ حرب ـ ، فقال : التميمي! وربّ الكعبة؟ ثم شدّ عليه ، فاخترط الزبير سيفه ، ونادى في إخوته ، فمضى حرب يسرع المشي ، والزبير في أثره حتّى صار إلى دار عبد المطلب ، فلقيه ـ عبد المطلب ـ خارجا من الدار.
فقال : مهيم (١) يا حرب! فقال : ابنك الزبير ، فقال : ادخل الدار ، فدخل فكفا عليه جفنة ـ هاشم ـ التي كان يهشم فيها الثريد ، وتلاحق ـ بنو عبد المطلب ـ بعضهم على أثر بعض ، فلم يجسروا أن يدخلوا دار عبد المطلب ، فاحتبوا بحمائل سيوفهم ، وجلسوا على الباب ، فخرج ـ عبد المطلب ـ ، فلما نظر إليهم سرّه ما رأى منهم ، ثمّ دخل إلى حرب ، فقال له : قم واخرج.
__________________
(١) مهيم كلمة بمعنى ما وراءك وهي وزان مريم والميم الثانية ساكنة.