كنت قلت فيه أبياتا قبل اليوم ، فلا عليك أن تسمعها ، فقال له ابن عمّه : أنشدنيها يا أبا فراس! فأنشده :
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته |
|
والبيت يعرفه والحلّ والحرم |
هذا ابن خير عباد الله كلّهم |
|
هذا التقي النقي الطاهر العلم |
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله |
|
بجدّه أنبياء الله قد ختموا |
مشتقة من رسول الله نبعته |
|
طابت عناصره والخيم والشيم |
إذا رأته قريش قال قائلها |
|
إلى مكارم هذا ينتهي الكرم |
ينمى الى ذروة العزّ التي قصرت |
|
عن نيلها عرب الإسلام والعجم |
يكاد يمسكه عرفان راحته |
|
ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم |
يغضي حياء ويغضى من مهابته |
|
فلا يكلّم إلا حين يبتسم |
ينشق ثوب الدجى عن نور غرته |
|
كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم |
الله شرّفه قدما وعظّمه |
|
جرى بذاك له في لوحه القلم |
فليس قولك من هذا بضائره |
|
العرب تعرف من أنكرت والعجم |
كلتا يديه غياث عمّ نفعهما |
|
تستو كفان ولا يعروها العدم |
من جدّه دان فضل الأنبياء له |
|
وفضل امته دانت له الامم |
سهل الخليقة لا تخشى بوادره |
|
يزينه اثنان حسن الخلق والشيم |
حمال أثقال أقوام إذا فدحوا |
|
حلو الشمائل تحلو عنده نعم |
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته |
|
رحب الفناء أريب حين يعتزم |
عمّ البرية بالإحسان فانقشعت |
|
عنها الغيابة والإملاق والعدم |
من معشر حبهم دين وبغضهم |
|
كفر وقربهم منجى ومعتصم |
يستدفع السوء والبلوى بحبهم |
|
ويستزاد به الإحسان والنعم |
إن عدّ أهل التقى كانوا أئمتهم |
|
أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم |
لا يستطيع جواد بعد غايتهم |
|
ولا يدانيهم قوم وإن كرموا |
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت |
|
والاسد اسد الشرى والبأس محتدم |