يأبى له أن يحل الذّمّ ساحتهم |
|
خيم كريم وأيد بالندى هضم |
لا يقبض العسر بسطا من أكفهم |
|
سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا |
مقدّم بعد ذكر الله ذكرهم |
|
في كلّ بدء ومختوم به الكلم |
أيّ الخلائق ليست في رقابهم |
|
لأولية هذا أو له نعم؟ |
من يعرف الله يعرف أولية ذا |
|
فالدّين من بيت هذا ناله الامم |
قال : ثم قال الفرزدق لابن عمه : قد قلت فيه هذه الأبيات غير متعرض لمعروفه ، ولكن أردت الله تبارك وتعالى والدار الآخرة والفوز والنعيم (١).
وذكر غيره : إنّ الحسين بن عليّ عليهالسلام دخل المسجد الحرام وقت ما كان بمكة ، وهو يخطر في مشيته ، فقال الفرزدق : من هذا؟ فقيل : الحسين بن عليّ ، فقال : حقّ له ، ثمّ وقف عليه فأنشده الأبيات.
٦ ـ قال الإمام أحمد بن أعثم : ثمّ مضى «الحسين» فلقيه «زهير بن القين» ، فدعاه الحسين إلى نصرته فأجابه لذلك ، وحمل إليه فسطاطه ، وطلّق امرأته ، وصرفها إلى أهلها ، وقال لأصحابه : إني كنت غزوت «بلنجر» مع «سلمان الفارسي» فلما فتح علينا اشتدّ سرورنا بالفتح ، فقال لنا سلمان : لقد فرحتم بما أفاء الله عليكم ، قلنا : نعم ، قال : فإذا أدركتم شباب آل محمّد صلىاللهعليهوآله فكونوا أشدّ فرحا بقتالكم معه منكم بما أصبتم اليوم ، فأنا أستودعكم الله تعالى ، ثمّ ما زال مع الحسين حتّى قتل.
٧ ـ قال : ولما نزل الحسين «بالخزيمية» قام بها يوما وليلة فلما أصبح جاءت إليه اخته «زينب بنت علي» فقالت له : يا أخي! ألا اخبرك بشيء
__________________
(١) قال الأربلي : الذي أظن أنها قالها في مدح الحسين ثم أنشدها في ابنه علي بمكة حين سأل هشام عنه كما هي مشهورة.