فقام رسول الله مغضبا ، فلبث ما شاء الله ، ثمّ رجع فإذا ـ أم رومان ـ فقالت : يا رسول الله! ما لك ولعائشة إنّها لحدثة؟ فقال صلىاللهعليهوآله : «أليست القائلة : كأنّما ليس في الأرض امرأة إلّا خديجة ، والله ، لقد آمنت بي إذ كفر قومك ، ورزقت مني الولد وحرّمتيه».
١٢ ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر محمّد ابن أحمد بالويه ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني محمّد بن أحمد بن أيوب ، أخبرنا إبراهيم بن سعيد ، عن محمّد بن إسحاق : أنّ ـ أبا طالب وخديجة ـ هلكا في عام واحد ، وذلك قبل مهاجرة النبيّ صلىاللهعليهوآله بثلاث سنين ، ودفنت خديجة ـ بالحجون ـ ونزل في قبرها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وكان له يوم تزوّجها ثمان وعشرون سنة.
قال محمّد وكنيت خديجة أمّ هند ، وكان لها ابن وبنت حين تزوجها رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، وأمّ خديجة ـ فاطمة بنت زائدة بن الأصم ـ وامها ـ هالة بنت عبد مناف ـ.
١٣ ـ وأخبرنا الشيخ الإمام سعيد بن محمّد بن أبي بكر الفقيمي ـ إذنا ـ أخبرنا القاضي الإمام الأجل جمال الدّين أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الريغدموني ، أخبرنا الشيخ الفقيه جدّي أبو أحمد عبد الرّحمن بن إسحاق بن أحمد ، أخبرنا الشيخ أبو يعقوب صالح بن محمّد السنجاري ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر الزّاهد ، أخبرنا أبو سهل ؛ وأبي قالا : أخبرنا أبو عبد الله بن أبي حفص ، أخبرنا يحيى بن اسحاق ، أخبرنا عبد الله ابن المبارك ، أخبرنا مجالد بن سعيد ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : كان رسول اللهصلىاللهعليهوآله إذا ذكر ـ خديجة ـ أحسن عليها الثناء ، فذكرها يوما فغرت وقلت له : لم تذكرها ـ حمراء الشدق ـ وقد أبدلك الله خيرا منها؟