عينك بهما ، ما هما ضرتاي يا رسول الله! لانّه لا غيرة بيننا ، ولكنّهما اختاي.
فقال النبيّ عليهالسلام : «هذا ، والله ، الحقّ المبين ، وتمام اليقين ، والفضل في الدّين» ، فقيل : يا رسول الله! أفمن أمّهات المؤمنين هما؟ قال : «أمّا في الدّنيا فلا ، لأنّهما مضتا لسبيلهما قبل أن ابعث في أمّتي وسبقني موتهما».
١٥ ـ وأخبرني الحافظ سيّد الحفّاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الدّيلمي ـ فيما كتب إليّ من همدان ـ ، أخبرني الرئيس العالم محيي السنّة أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمداني ـ كتابة ـ ، أخبرني أبو طالب ، أخبرني ابن مردويه ، أخبرني محمّد بن عبد الرّحمن ، أخبرني الفضل بن محمّد ، اخبرني عبد الرّحمن بن محمّد ، أخبرني عبد الرزاق ، أخبرني أبو معشر المدني ، عن أبي سعيد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «كنت ـ بأجياد الصغير ـ أرعى الغنم قبل أن يوحى إليّ ، فأتاني جبرائيل فبشّرني بالنبوّة ، ثمّ ركض برجله الأرض ركضة فإذا بعين قد نبعت ، فتوضّأ جبرائيل وعلّمني الوضوء وصلّى وعلّمني الصلاة ، ثمّ انصرفت إلى منزلي فلم أمر بحجر ولا شجر إلّا قال : السّلام عليك يا رسول الله! حتّى أتيت خديجة فأريتها كما أراني جبرائيل ، وعلّمتها كما علّمني.
فبينا نحن كذلك إذ دخل علينا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ونحن كذلك فقال : ما هذا الدّين يا ابن عم؟ فقلت : دين الله يا ابن عم! أدعوك إليه ، فقال لي : اشاور أبا طالب ، فقلت : يا بن عم! إما أن تتبعنا وإمّا أن تكتم علينا ، قال : فخرج ثمّ رجع ، فقال : بل أتبعك».
قال : وكانت خديجة تقول : أنا أوّل من أسلم ثمّ عليّ ، قال : وفي ـ رواية ابن مسعود ـ قال العباس بن عبد المطلب : ما أحد على وجه الأرض