ابن علي الحسني ، حدثني السيد الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين ، أخبرني أبو العباس الحسني ، أخبرني محمد بن جعفر القزاداني ، حدثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهمالسلام ، قال : «كان أبي علي بن الحسين عليهالسلام إذا حضرت الصلاة يقشعر جلده ؛ ويصفر لونه ؛ وترتعد فرائصه(١)؟ ويقف شعره ؛ ويقول ودموعه تجري على خديه : لو علم العبد من يناجي ما انفتل(٢)».
وبرز يوما إلى الصحراء ، فتبعه مولى له ، فوجده قد سجد على حجارة خشنة ، قال مولاه : فوقفت حيث أسمع شهيقه وبكاءه ، فو الله ، لقد أحصيت عليه ألف مرّة ، وهو يقول : «لا إله إلّا الله حقا حقا ، لا إله إلّا الله تعبدا ورقّا ، لا إله إلّا الله إيمانا وصدقا». ثم رفع رأسه من سجوده ، وأنّ لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه. فقال له مولاه : يا سيدي! أما آن لحزنك أن ينقضي ولبكائك أن يقلّ؟
فقال له : «ويحك ، إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا ابن نبي وله اثنا عشر ابنا ، فغيب الله تعالى واحدا منهم ، فشاب رأسه من الحزن ، واحدودب ظهره من الغم ، وذهب بصره من البكاء ، وابنه حيّ في دار الدنيا ، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة وعشرين من أهل بيتي صرعى مقتولين ، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي؟!
٣ ـ وأخبرني الشيخ الإمام الزاهد أبو الحسن عليّ بن أحمد العاصمي (رحمهالله) ، أخبرني شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد البيهقي ، أخبرني والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرني أبو عبد الله
__________________
(١) الفريصة : عضلة في العضد ترتعد عند شدة الخوف.
(٢) أي : ما ترك الصّلاة.