البغاه ، والعتاة العماة ، ذوي الشقاه ، مرتكبي مناهي الملاه ، ومانعي شرب المياه ، من الحسين المخبت الأواه.
ليت شعري ، ما أعذار هؤلاء الشطار الفجار ، الدّعار الأشرار ، في قتل هؤلاء الأخيار الأحبار عند رسول الله المختار ، وعند علي الكرار ، غير الفرار ، صاحب ذي الفقار ، وعند فاطمة المستغفرة بالأسحار ، ذات العطاء الجاري على الأجنبي والجار ، المشبعة الجائع المروية الصادي الكاسية العار ، المتصدقة بما طحنت بنفسها على ذوي المسكنة واليتم والإسار ، ثلاثة أيام ولياليها بالافطار ، إذا جاءت بثوب مخضوب بدم الحسين المقتول بأسياف أصحاب الخمر والخمار ، والقمار والمزمار ، واحتوت على ساق عرش الواحد القهار ، ورفعت شكواها إلى الملك الجبار ، ثم جاء النداء : يا زبانية النار! شدوا الطغاة بالسلاسل والأغلال من النّار ، وسوقوهم إلى أسفل دركات النار ، والطموا بيد الرد والاحتقار ، ما يموهون من هذه الأعذار ، فسحقا وتعسا للظلمة ذوي الخسار والصغار والأدبار (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) غافر / ٥٢ ، والصلاة على محمّد وآله الأطهار.
ومن مقالة لي فيه عليهالسلام : عباد الله إن المصيبة بالحسين عليهالسلام من أعظم المصائب ، فصبوا فيها شآبيب (١) الدموع السواكب ، بتصعيد الزفرات الغوالب ، واستنزفوا بالبكاء الدماء ، وأعقبوا الكرب والبلاء ، بتذكركم أيام كربلاء ، نعم ، إنّ المصيبة بالمقتول ـ نجل الرّسول ؛ والبتول ؛ وعليّ الليث الصؤول ـ مصيبة لا يجبر كسرها ، ولا يمكن جبرها ، وشعلة في صدور المؤمنين لا ينطفي جمرها ، وعظيمة في العظائم يتجدد على الأيام ذكرها ،
__________________
(١) شآبيب : جمع شؤبوب وهو الدفعة من المطر.