من ابن زياد أن يقتله وبكت كثيرا ، فقال لها عبد الله : كفي بكاءك فإني سأعمل في خلاصه إن شاء الله ولا قوة إلّا بالله.
ثم كتب ابن عمر إلى يزيد : أما بعد فإن المختار بن أبي عبيد صهري وخال ولدي ، وقد حبسه ابن زياد بالكوفة على الظن والتهمة ، وأنا أطلب منك أن تكتب إليه ليخلي سبيله ، فإنه أحق بالعفو والصفح الجميل إن شاء الله. فلما ورد الكتاب على يزيد تبسم ضاحكا وقال : يشفع أبو عبد الرحمن في صهره فهو أهل لذلك ، وكتب الى عبيد الله بن زياد : أما بعد فخل سبيل المختار ساعة تنظر في كتابي هذا والسلام.
فلما قرأ عبيد الله كتاب يزيد أخرج المختار من حبسه ، وقال له : إني أجلتك ثلاثا فإن أصبتك في الكوفة بعد الثلاث ضربت عنقك.
٤ ـ وذكر محمد بن إسحاق صاحب السيرة : إن عبيد الله لما قتل ابن عفيف الأنصاري وجاءت الجمعة الثانية ، صعد المنبر وبيده عمود من حديد ، فخطب الناس وقال في آخر خطبته : الحمد لله الذي أعز يزيد وجيشه بالعز والنصر ، وأذل الحسين وجيشه بالقتل ، فقام إليه سيد من سادات الكوفة وهو المختار بن أبي عبيد فقال له : كذبت يا عدو الله وعدو رسوله! بل الحمد لله الذي أعزّ الحسين وجيشه بالجنّة والمغفرة ، وأذلك وأذلّ يزيد وجيشه بالنار والخزي ، فحذفه ابن زياد بعموده الحديد الذي كان في يده فكسر جبينه ، وقال للجلاوزة : خذوه! فأخذوه.
فقال أهل الكوفة : أيها الأمير! هذا هو المختار ، وقد عرفت حسبه ونسبه وختنه عمر بن سعد ، وختنه الآخر عبد الله بن عمر فأوجس في نفسه خيفة فحبس المختار ولم يتجرأ على قتله ، فكتب المختار إلى عبد الله كتابا شرح فيه القصة ، فكتب ابن عمر إلى يزيد : أما بعد أفما رضيت بأن قتلت