ورأس عبيد الله بن زياد بين يديه ، وساق الحديث على هذا الترتيب ، فقام عبد الملك ، وقال : لله ، يا شعبي! في أمره تدبير.
وزاد عبد الكريم : قال الشعبي : ورأيت الحجاج بن يوسف قاعدا على كرسي من ذهب بين يدي عبد الملك فغلبني البكاء ، فقال لي عبد الملك : ما ذا يبكيك؟ فساق الحديث ، قال : فزبرني الحجاج ، وكاد أن يبطش بي ، فنهاه عبد الملك ، فخرجت سالما.
١٦ ـ وقال محمد بن إسحاق : إن محمد بن هانئ دخل عليه فلما رأى رأس مصعب ضحك ، فقال الحجاج : مم ضحكت يا ابن هانئ؟ قال : من عجب ، قال : فأخبرني به فقد شغلت قلبي ، فقال : رأيت في هذا المجلس ، وساق الحديث إلى آخره ، فتطيّر الحجاج من ذلك ، وانتقلوا إلى قصر آخر.
أقول : ولا ينافي ذلك بأن يكون محمد بن هانئ كان حاضرا ، وكان عبد الملك بن عمير حاضرا ، وكان الشعبي حاضرا ، أو يقول كل واحد هذا القول ، ويجاب بما اجيب أصحابه.
[انتهى والحمد لله ربّ العالمين]