مورداً ، وأفصحها لفظاً ، وأبلغها معني ، وأعلاها شأناً ، کما عبّر بذلک عنها العلاّمة المجلسي قدس سره (١).
وقد احتوت علي الرياض النضرة والحدائق الخضرة .. المزدانة بأنوار المعارف والحکمة ، والمحفوفة بثمار أسرار أهل بيت العصمة .. في شطر وافر من حقوق اُولي الأمر الله بطاعتهم (٢) ، والهداة الصراط الذين حثّ الله تعالي علي متابعتهم (٣) ، وذوي القربي الذين فرض الله مودّتهم (٤) ، وأهل الذکر الذين أرشدنا الله إلي مسألتهم (٥).
وقد آفاضوا أنفسهم (صلوات الله عليهم) علينا من معرفتهم ما يوجب لنا البلوغ إلي سعادة المآل ، والوصول إلي درجة الکمال ...
وهم الصادقون الصدّيقون الذين اُمرنا أن نکون معهم (٦) ، وورثة علم الرسول الذين اُلزمنا أن نأتي مدينة الحکمة من بابهم (٧).
فما أجدر أن نعرف کمالاتهم بما جاء في کلماتهم ، وما أنسب أن نتوصّل إلي معرفتهم بالتوسّل إلي بيانات آنفسهم من خلال زيارتهم هذه ، الجامعة الکبري ، التي هي مدرسة عُليا لنيل الکمالات ودرک الکرامات ...
مضافاً إلي إنّ نفس التوجّه إليهم بزيارتهم في حدّ ذاتها هي من المعالم الراقية والتقرّبات الزاکية التي توجب وصول الزائر إلي الدرجات الرفيعة والمقامات المنيعة التي تلاحظها في مثل حديث شيخنا ابن قولويه القمّي باسناده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السلام : «يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي ، أو زارک في
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ١٠٢ ص ١٤٤.
(٢) في سورة النساء : الآية ٥٩.
(٣) في سورة الأنعام : الآية ١٥٣.
(٤) في سورة الشوري : الآية ٢٣.
(٥) في سورة النحل : الآية ٤٣ ، وسورة الأنبياء : الآية ٧.
(٦) في سورة التوبة : الآية ١١٩.
(٧) في الأحاديث المتواترة المتّفق عليها بين الفريقين.