وَسُلالَةَ النَّبِيّينَ (١)
____________________________________
(١) ـ السَلّ : النتزاع الشيء وإخراجه برفق ، يقال : سللت السيف من الغمد أي إنتزعته وأخرجته منه ، ومنه اُخذت السُلالة بضمّ السين كما في كتب اللغويين.
وقد فسّرت لغةً بمعنى الولد ، فيطلق على الذكر سليل وعلى الاُنثى سليلة كما عن الأخفش (١).
وفسّرها الشيخ الطريحي بمعنى الخلاصة من الشيء (٢).
فسلالة النبيين أولادهم ، والخلاصة المأخوذة منهم.
وهذه صفة أهل البيت صلوات الله عليهم ، فإنّهم الذرّية المصطفاه ، والسلالة المنتقاة ، من أنبياء الله الكرام ، ورسله العظام : آدم وشيث وإدريس ونوح وهود وإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام وسيّدهم الرسول محمّد صلى الله عليه وآله.
فآل محمّد صلوات الله عليهم هم صفة الصفوة من البيت الهاشمي والسلالة الطاهرة من البيت النبوي.
وقد فسّر بهم عليهم السلام قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٣).
وقد وردت به أحاديث متظافرة من الطريقين الخاصّة والعامّة تلاحظها في غاية المرام وتفسير البرهان وتفسير الصافي (٤).
فهم بحقّ ، سلالة الأنبياء وذرّية الأزكياء من الشامخين أصلاباً ، ومن الطاهرات أرحاماً ، كما تلاحظ نسبهم السامي المنبثق من رسول الله أبي القاسم محمّد بن
__________________
(١) لسان العرب : ج ١١ ص ٢٣٩.
(٢) مجمع البحرين : مادّة سلل ص ٤٧٩.
(٣) سورة آل عمران : الآية ٣٣ ـ ٣٤.
(٤) غاية المرام : ص ٣١٨ ، تفسير البرهان : ج ١ ص ١٧١ ، تفسير الصافي : ج ١ ص ٣٢٨.