وَالْمَثَلِ الأَعْلى (١)
____________________________________
(١) ـ المَثَل بفتح الميم والثاء ، وجمعه مُثُل بضمّتين وأمثال ، يأتي على معانٍ ثلاثة :
١ ـ بمعنى الحجّة والدليل والآية ، كما يستفاد من الشموس (١).
ولعلّ منه قوله تعالى : (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (٢) أي الأمثال والآيات والدلائل القرآنية التي هي حجج.
٢ ـ بمعنى الحديث والقصّة ، كما يستفاد من المجمع (٣). فالعرب تسمّي الحديث الحسن والقصّة الرائقة بالمثل ، كقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (٤).
٣ ـ الصفة فإنّه يستعمل المثل في توصيف الشيء كما يستفاد من المجمع أيضاً (٥) كقوله تعالى : (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ) (٦) أي صفتها هكذا.
هذه هي المعاني المذكورة للمَثَل ، ويمكن إرادة جميعها من لفظ المَثَل في هذه الفقرة الشريفة التي تصف آل محمّد عليهم السلام بأنّهم المثل الأعلى.
أمّا على المعنى الأوّل ، فأهل البيت سلام الله عليهم أعلى حجج الله تعالى ، وأكبر آياته ، وأعظم براهينه الدالّة علهي والمبيّنة لقدرته.
__________________
(١) الشموس الطالعة : ص ١٧٦.
(٢) سورة الحشر : الآية ٢١.
(٣) مجمع البحرين : مادّة مثل ص ٤٩٥.
(٤) سورة الحجّ : الآية ٧٣.
(٥) مجمع البحرين : مادّة مثل ص ٤٩٥.
(٦) سورة محمّد : الآية ١٥.