.........................................
____________________________________
لا بالقول فحسب بل بالقول والعمل ، بل نفس وجودهم دعوة إلى الله ، وتذكرة بالله ، فهم الاُسوة والقدوة بأقوالهم وأفعالهم ، كما إعترف بذلك الصديق والعدوّ ، بل أقرّ بذلك ألدّ أعدائهم كمعاوية عليه الهاوية في مثل حديث عدي بن حاتم الطائي (١).
والدليل على دعوتهم إلى الله تعالى ومنصبهم في ذلك :
أوّلاً : من الكتاب قوله تعالى : (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (٢) فقد ورد تفسيره بأنّ من اتّبعني هو أمير المؤمنين والأوصياء من بعده عليهم السلام (٣).
ثانياً : من السنّة الأحاديث الكثيرة الناصّة على ذلك كحديث عبد العزيز بن مسلم ، عن الإمام الرضا عليه السلام ورد فيه : «الإمام أمين الله في خلقه : وحجّته على عباده وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذابّ عن حُرُم الله» (٤).
وهم صلوات الله عليهم أعلى مُثُل الدعوة الحقّة إلى الله ، وأتمّ مصاديق الدعاة الحقيقيين إلى الربّ ، بل لا يدانيهم أحدٌ فيها ، لأنّها دعوة بأمر الله وإذنه ، وإلى رضا الله ومرضاته.
وقد بيّنت هذه الزيارة الشريفة مميّزات دعوتهم التي تختصّ بهم ويمتازون بها عن غيرهم في الفقرات التالية : «الأدلاّء على مرضات الله» ثمّ قوله : «عباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون».
__________________
(١) سفينة البحار ج ٦ ص ١٨٤.
(٢) سورة يوسف : الآية ١٠٨.
(٣) تفسير البرهان : ج ١ ص ٥١٥ ، كنز الدقائق : ج ٦ ص ٣٩٦.
(٤) الكافي : ج ١ ص ٢٠٠ ح ١.