.........................................
____________________________________
وأمّا النقل فمثل حديث عبد العزيز بن مسلم المتقدّم (١) الذي جاء فيه : «الإمام واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ، ولا له مثل ولا نظير ... مضطلع بالإمامة ... قائم بأمر الله عزّ وجلّ».
ويشهد لثبوتهم وثباتهم في أمر الله ، وعدم ضعفهم فيه ، وعدم استكانتهم في الامتثال ، ما ذكره أديب عصره ابن دأب في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ومناقبة السبعين التي ليس لأحد فيها نصيب.
فذكر في أوّل كتابه أنّه لم تجتمع هذه الخصال إلاّ في علي بن أبي طالب ، ولذلك حسدوه عليها حسداً انغلّ القلوب وأحبط الأعمال ، قال في جملة ذلك :
(ثمّ ترك الوهن والاستكانة ، أنّه انصرف من اُحد وبه ثمانون جراحة ، يدخل الفتائل من موضع ويخرج من موضع ، فدخل عليه رسول الله صلى الله عليه وآله عائداً وهو مثل المُضغة على نطع (٢).
فلمّا رآه رسول الله صلى الله عليه وآله بكى فقال له : «إنّ رجلاً يصيبه هذا في الله لحقّ على الله أن يفعل به ويفعل.
فقال مجيباً له وبكى : بأبي أنت وأُمّي الحمد الله الذي لم يرني ولّيت عنك ولا فررت ، بأبي واُمّي كيف حرمت الشهادة؟
قال : إنّها من ورائك إن شاء الله.
قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنّ أبا سفيان قد أرسل موعدة بيننا وبينكم حمراء الأسد.
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٢٠٠ ـ ٢٠٢ ح ١.
(٢) النطع ـ بكسر النون وفتحها وسكون الطاء ومحرّكة وبكسر النون وفتح الطاء ـ : بساط من الجلد.