وَالذّادَةِ الْحُماةِ (١)
____________________________________
(١) ـ الذادة : جمع الذائد مأخوذ من الذّود وهو دفع الضرر والضارّ ، مثل الذبّ بمعنى المنع والدفع ، أي الذين يدفعون عن دين الله تعالى ، ويُبَعّدون الناس عمّا يهلكهم ويردّون كيد الكائدين كما في حديث ابن وهب (١).
وفي الحديث الجامع لصفات الإمام عليه السلام «يَذُبّ عن دين الله» و«الذابّ عن حُرَمِ الله» (٢).
وصرّح بها حديث جابر : «نحن الكفاة والولاة والحماة» (٣).
والحماة : جمع الحامي من الحماية ، يقال : حمى الطبيبُ المريضَ أي منعه وجنّبه عمّا يضرّه ، وحمى الضعيف أي ساعَدَه ، وأهل البيت سلام الله عليهم يحمون شيعتهم عن الذاهب الفاسدة ، والمهالك الكبيرة في الدنيا والآخرة ، بعناياتهم وبركاتهم وشفاعتهم.
وقد وردت بذلك الأخبار المتواترة ، والأدلّة المتظافرة وعرفه الوجدان ، وأقرّ به كلّ ذي إيمان كما تلاحظه في أحاديث الاستشفاع (٤) وأحاديث الشفاعة (٥).
وتلاحظ لطفهم عليهم السلام في عدم إهمال ذكرنا ومراعاتنا في توقيع الناحية المقدّسة للشيخ المفيد قدس سره. جاء في التوقيع الأوّل : «إنّا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء».
وجاء في التوقيع الثاني : «لأنّنا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء ، فليطمئن بذلك من أولياءنا القلوب ، وليثقوا بالكفاية منه وإن راعتهم بهم الخطوب ، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب» (٦).
__________________
(١) الكافي : ج ١ ص ٥٤ ح ٥.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٠٠ ح ١.
(٣) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٢ ب ١ ح ٣٨.
(٤) بحار الأنوار : ج ٢٦ ص ٣١٩ ب ٧ الأحاديث.
(٥) بحار الأنوار : ج ٨ ص ٢٩ ب ٢١ ح ٤٢ و ٣١ و ٥٩.
(٦) الاحتجاج : ج ٢ ص ٣٢٣ ـ ٣٢٤.